الدكروري يكتب عن الخير والقيم الإنسانية


بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، ونصلي ونسلم ونبارك علي إمام الأنبياء والمتقين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وقيل أنه قال الدراوردي رحمه الله أنه قيل لمعاوية بن عبدالله بن جعفر ما بلغ من كرم عبدالله بن جعفر؟ قال ” كان ليس له مال دون الناس، هو والناس في ماله شركاء، مَن سأله شيئا أعطاه، ومن استمنحه شيئا منحه إياه، لا يرى أنه يفتقر فيقتصر، ولا يرى أنه يحتاج فيدخر” وقال جعفر بن محمد الصادق رحمه الله إن لله وجوها من خلقه، خلقهم لقضاء حوائج عباده، يرون الجود مجدا، والإفضال مغنما، والله يحب مكارم الأخلاق، وقال فيض بن إسحاق رحمه الله كنت عند الفضيل بن عياض رحمه الله، فجاءه رجل، فسأله حاجة، فألحّ بالسؤال عليه.

فقلت له لا تؤذ الشيخ، فقال لي الفضيل اسكت يا فيض، أما علمت أن حوائج الناس إليكم نعمة من الله عليكم، فاحذروا أن تملوا النعم فتتحول، ألا تحمد ربك أن جعلك موضعا تُسأل، أي يطلب الناس منك المساعدة، ولم يجعلك موضعا تسأل؟ أي تطلب المساعدة من غيرك” وقال عبيدالله بن الشميط رحمه الله أنه جاءت امرأة إلى الحسن البصري رحمه الله تشكو الحاجة، فقالت إني جارتك، قال “كم بيني وبينك؟” قالت سبع دُور، أو قالت عشر، فنظر تحت الفراش، فإذا ستة دراهم أو سبعة، فأعطاها إياها، وقال “كدنا نهلك” وهكذا فإن جراح الأمة لم تندمل ومقدساتها لم تحرر، وفي معترك الحياة وفي خضم بحرها المتلاطم، وموجها المهاجم أصيبت الأمة بجرح غائر، فقد غرق أناس في بحر المال باطلا.

طلبا للمال والغنى، فلم يعودوا يفرقون بين الحلال والحرام، غواية من الشيطان وأوهام، فتلكم مصيبة عظمى، وطامة كبرى ما كان حديثا يفترى ولكن إيمانا بما نشاهد ونرى وتصديقا لخبر خير الورى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليأتين على الناس زمان ، لايُبالي المرء بما أخذ المال، أمن الحلال أم من حرام” رواه البخاري، وإن جبر الخواطر من أعظم العبادات إلى الله عز وجل لذا كان من ثواب فاعلها أن يكافئه الله عز وجل بجبر خاطره، ويكفيه شر المخاطر، وأن جبر الخواطر قيمة أخلاقية عظيمة، وهذه القيمة الأخلاقية لها صور عديدة، أعلاها صلة الأرحام التى حضنا الشارع على صلتها فقال تعالى “والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل” وقول النبى صلى الله عليه وسلم”من أراد أن يبارك له فى رزقه وفى عمره، فليصل رحمه”

وبالذات فى الطبقات الأولى، مثل الوالدين والأولاد، والأخوة، والأعمام والعمات والأخوال والخالات، وأولادهم، والحذر من الجفاء عنهم، لأن الله تعالى حذر فى القرآن الكريم فقال تعالى “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم” ومن جبر الخواطر أيضا، هو صلة الجيران، لأن وصية الجار من وصايا القرآن الكريم، فقال الله تعالى “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم “مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه” ثم جبر الخواطر، لها شرائح أخرى فى المجتمع، يجب أن نصلهم، ومنها العلماء وقراء القرآن الكريم، والدعاة.

وبعد ذلك المسارعة والمنافسة فى مواساة ذوى الحاجات من الفقراء والمساكين، فكان النبى صلى الله عليه وسلم، أجود الناس وأجود ما يكون فى رمضان، حين يلقاه جبريل عليه السلام، فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، وهذا وصف عبدالله بن عباس رضى الله عنهما له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.