بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن شعيرة الحج، وخصوصا الحج المبرور، وقيل أن هناك معانى كثيرة للحج المبرور، ومنها القيام بالحج عن علم وفهم لأركانه وواجباته، وأن يكون حجه موافقا لحج نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القائل ” خذوا عني مناسككم” فهو قبل الشروع في الحج يتعلم ويتفقه في هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، وكذلك العناية بأعمال وعبادات القلب في الحج، وعلى رأسها التوحيد، حيث إن الغاية والهدف من الحج توحيد الله وحده، ويظهر ذلك في التلبية وغيرها، وأن يبتعد عن التذمر والتأفف في تأدية مناسك الحج وذلك بالرضا التام عن كل شعيرة من شعائر الحج، وأن يحمد الله على أن بلغه هذه العبادة التي حُرمها كثير من الناس وأن يعاهد نفسه على ترك المعاصي صغيرها وكبيرها بعد الحج.
والحج يُرجع الإنسان كيوم ولدته أمه، فقال صلى الله عليه وسلم “من أتى هذا البيت، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كما ولدتْه أمه” لهذا إذا حج مسلم فإنه يلزمه بعد الحج حفظ حجه من جميع ما يغضب الله تعالى وذلك لأنه لا يعلم هل سيحج مرة أخرى أم لا، ولأن المجاهدة بعد الحج أشد من الحج نفسه، وحتى يرجع العبد كيوم ولدته أمه، فإنه يلزمه ترك الرفث وهو كل ما يتعلق بالجماع، فيلزمه حفظ بصره عن النظر المحرّم، وكذلك حفظ لسانه عن الكلام الفاحش، وأيضا يلزمه ترك الفسوق وهي الذنوب والمعاصي، فقال الله تعالى فى سورة البقرة ” فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج” والحج يلى الجهاد في الأجر والفضل أى العمل أفضل؟ قال ” إيمان بالله ورسوله” قيل ثم ماذا؟
قال ” الجهاد في سبيل الله” قيل ثم ماذا؟ قال “حج مبرور” وهو جهاد النساء فقيل يا رسول الله، على النساء جهاد؟ قال “نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه الحج، والعمرة” وأنه يعادل أجر الجهاد في سبيل الله، فأى رحمة وأى يسر وأى سهولة في هذا الدين؟ حيث الجهاد الذي فيه مقاتلة الأعداء، ومقارعة السيوف، وفيه يرى الموت يعادل الحج، أى خير وأي فضل؟ وأى حرمان وأى خذلان لمن فاته الحج؟ ولقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها عن جهاد النساء، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم “الحج والعمرة” فحذارى أختي المسلمة من تفويت هذا الأجر وهو أجر الجهاد، فأى فضل، وأى رحمة أن تنالي أجر المجاهدين بهذا العمل اليسير وهوالحج والعمرة؟ وعن أبى هريرة رضي الله عنه، قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” متفق عليه، وعن عمر رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد” رواه أصحاب السنن إلا أبا داود، وعن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يلبي إلا لبى مَن عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا” رواه الترمذي.