الدكروري يكتب عن التعامل مع مختلف المستويات

بقلم / محمـــد الدكـــروري
السبت الموافق 17 فبراير 2024

 

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام العابدين وقدوة المربين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد لقد وضع الإسلام منهجا وقائيا لمنع المشكلات الأسرية ابتداء، فحدد الحقوق والواجبات بشكل عام، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تـكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تـكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن” ونهى صلى الله عليه وسلم عن مفاجأة الأهل لمن قدم ليلا من سفر، وعلل صلى الله عليه وسلم ذلك لكي تستعد الزوجة لزوجها فتكون بأحسن حال بعد غيبته.

فلا ينفر منها، أو يقع في قلبه عليها، ومخافة أن يخونهم، أو يلتمس عثراتهم، وهذا ما بوب به البخاري هذا الحديث، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إذا قدم أحدكم ليلا فلا يأتين أهله طروقا حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة” ونهى صلى الله عليه وسلم عن نشر أسرار ما يكون بينهم، حتى لا يوغر صدر أحدهم على الآخر، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها” وأمر صلى الله عليه وسلم الزوج بالنظر بالعدل في سلوك المرأة وأخلاقها، فإن ساءه منها خلق، فلينظر لبقية جوانب شخصيتها، وبقية أخلاقها، حتى يكون هناك نوع من التوازن التعاملي، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

“لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر” وكما وضع الإسلام منهجا وقائيا حتى لا تقع المشكلات الأسرية، فقد وضع كذلك آلية للتعامل مع المشكلات الزوجية بعد وقوعها، في تدرج حكيم من الأسهل إلى الأصعب، ويراعي التباين في النفوس البشرية وتقبله للإصلاح، حيث يقول الله عز وجل كما جاء في سورة النساء “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا، وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا”

ففي الآية تدرج حكيم في التعامل مع مختلف المستويات في المشكلات، ففي البداية الوعظ، ثم الهجر في المضجع، بمعنى لا يترك المنزل، وأخيرا الضرب، ولكن بشروطه المعروفة، التي حددها العلماء، ويوضح ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله “ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت” ويلي هذه المراحل الثلاث إرسال حكم من أهله، وحكم من أهلها للصلح بينهما، وذلك وفق قول الله عز وجل كما جاء في سورة النساء “وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا” أسأل الله عز وجل أن يردنا إلى دينه ردا جميلا، وأن يطعمنا حلالا، وأن يستعملنا صالحين، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يختم لنا بالحسنى، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.