بقلم / محمـــد الدكـــروري
الاثنين الموافق 29 يوليو 2024
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد لقد انشغل بعض الناس بطلب الرزق وبالغ البعض في بذل الأسباب المشروعة وغير المشروعة وتشاغلوا عما خلقوا من أجله، وهي عبادة الله، وعبادة الله قد تكون في طلب الرزق شريطة أن تكون الأسباب مشروعة والوسائل مباحة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ” رواه مسلم، وقد ” تكفل الحق سبحانه للإنسان برزقه، و جعل للرزق أسبابا وكل ما على الإنسان هو أن يأخذ بهذه الأسباب.
ثم لا يشغل باله هما في موضوعه، ولا يظن أن سعيه هو مصدر الرزق، لأن السعي سبب، و الرزق من الله، وما على الإنسان إلا أن يتحرى الأسباب، فإن أبطأ رزقه فاليرح نفسه لأنه لا يعرف عنوانه، أما الرزق فيعرف عنوان الإنسان وسوف يأتيه يطرق عليه الباب” ويقول الله تعالي ” وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ” وقيل أنه لما سمع أعرابي هذه الآية صاح بأعلى صوته وقال “يا سبحان الله، من الذي أغضب الجليل حتى حلف” وقال الحسن البصري رحمه الله كثيرا ما وجدنا من طلب الآخرة وأتته الدنيا ولكننا لم نجد من طلب الدنيا وأتته الآخرة، وقال صلى الله عليه وسلم” لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت “
فلو وعى الإنسان هذه الحقيقة لطابت نفسه وسكن قلبه ولم تذهب حياته حسرات على فوات نصيب من الدنيا، فإن أعطي بعد أخذ الأسباب شكر وإن منع حمد الله وصبر، وإن من بعض الأسباب المشروعة الجالبة للرزق وهي تحقيق التوحيد لله تعالي، وكذلك الصلاة وأمر الأهل بها، وتقوى الله عز وجل، والاستغفار، حيث قال النبي صلى الله عليهم وسلم ” مَن أكثر الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب ” رواه أحمد، وأيضا التوكل على الله تعالي، حيث قال النبي صلى الله عليهم وسلم “لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا” رواه الترمذي.
وكما أن من الأسباب المشروعة الجالبة للرزق هي صلة الرحم حيث قال النبي صلى الله عليهم وسلم ” مَن سره أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه ” رواه البخاري، وكذلك أيضا الإنفاق وهي الصدقة، وكذلك المتابعة بين الحج والعمرة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ” تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ” رواه الترمذي، وكذلك أيضا من أسباب الرزق هو الزواج حيث قال تعالى ” إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ” وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول “عجبا لمن لم يلتمس الغنى في النكاح، والله يقول” إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم “