بقلم / محمـــد الدكــروري
إن المتأمل في كتاب الله العزيز القرآن الكريم، يجد بأن القرآن الكريم مليئ بالمعجزات الألهية، وكما أنه كتاب مليئ بالإعجاز العلمي وإن المقصود بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم، هو إخباره عن حقائق علمية، لم تكن معروفة للبشرية يوم نزول القرآن على نبينا صلى الله عليه وسلم، ولم يكتشف العلم هذه الحقائق إلا فى وقتنا الحاضر، فالله تعالى قد أخبر أنه سيكشف للناس عامة، وللعلماء خاصة، حقيقةَ ما فى هذا القرآن من آيات بينات، لتكون دليلا على صدق رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال الله تعالى في محكم آياته فى سورة فصلت ” سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد” فالآيات التى سيريها الله لعباده لا تقتصر على فترة زمنية واحدة.
ولا على جيل واحد من الأجبال، بل إنها تشمل جميع الأزمان، وجميع الأجيال، في دلالة واضحة،على أن القرآن الكريم حق من عند الله تعالى، وكثير من الناس في وقتنا الحاضر يحتاج إلى الإقناع العلمي ليتم إسلامهم وتطمئن قلوبهم، إذ تقدمت فيه العلوم تقدما أذهل الكثير من الناس، وزلزل عقائد ضعاف الإيمان، وظن هؤلاء أن العقل أصبح قادرا على كل شيء، وكان جديرا بهؤلاء أن يزداد يقينهم بالله تعالى عن طريق هذه الاكتشافات فما العلم إلا وسيلة من الوسائل المهمة، التى تعمق الإيمان بالله تعالى، فالإيمان اليوم لا يقوم على مجرد التسليم أو التخمين أو التقليد، وإنما يقوم أيضا على الإقناع المبنى على العلم فالعلم هو اللغة التي يفهمها أبناء هذا العصر، وإذا كانت أوروبا والغرب قد تقدمت فى مجال العلوم التجريبية.
تقدما هائلا يصعب علينا نحن المسلمين اللحاق بهم، فلا يفوتنا أن نقدم لهم شواهد علمية جاءت في القرآن والسنة، قد كشف عن بعضها بعض علماء أوروبا أنفسهم، فذهلوا عندما علموا أن الإسلام قد تحدث عن هذه الحقائق العلمية قبل أربعة عشر قرنا، هذا وقد بقيت فى القرآن والسنة شواهد أخرى، ما زال العلم عاجزا عن اكتشاف أسرارها، وسيأتى اليوم الذى يكشف عنها العلم إن شاء الله تعالى، وإن هناك بعض الآيات من كتاب الله العزيز، والتى تحمل بين طياتها دلائل وشواهد من الإعجاز العلمى للقرآن الكريم، فمن الآيات التى تدل على الإعجاز العلمي للقرآن ، قول الله تعالى كما جاء فى سورة الأنبياء ” وجعلنا فى الأرض رواسى أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون” وقول الله تعالى.
كما جاء فى سورة النحل ” وألقى فى الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون” وقول الله تعالى كما جاء فى سورة النبأ “والجبال أوتادا” وأنه قد تبين للعلماء منذ عهد قريب،أن ثلثى أى جبل مغروس في أعماق الأرض، وثلثه فقط هو البارز فوق سطح الأرض، ولذا فقد شبه الله تعالى الجبال بالأوتاد، التى تمسك الخيمة بالأرض، كما في الآيات السابقة وغيرها، فهذه الآيات ،تبين لنا دور الجبال بالنسبة للأرض فقد جعلها الله مثبتات لها ،حتى لا تضطرب فهي كالأوتاد التى تمسك الخيمة من الاضطراب والسقوط، وكما لاحظ العلماء أن امتداد الجبال في باطن الأرض، يزيد عن ارتفاعها فوق سطحها، مما يمكن هذه الجبال من القيام بدورها في تثبيت الأرض، كما تقوم الأوتاد بتثبيت الخيمة.