بقلم/ محمد الدكروري
اليوم السبت ١٨ نوفمبر ٢٠٢٣
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن من صور التيسير في الصلاة هو الإذن للمريض أن يصلى قاعدا إذا كان في القيام مشقة ظاهرة علية وأن يصلى على جنبه إذا كان في القعود مشقة ظاهرة علية وان يصلى مستلقيا على ظهره إذا كان في صلاته قاعدا مشقة ظاهرة علية، وإذا صلى قاعدا أو على جنب أومأ برأسه إلى الركوع أو السجود، ويكون سجوده أخفض من ركوعه، وإذا صلى المسلم قاعدا أو على جنب أو مستلقيا في الفريضة بعذر شرعي فأجره كامل لأنه لم يدع الواجب إلا بعذر شرعي، ومنها الإذن للمتنفل أن يصلي قاعدا ولو كان صحيحا سليما ولكن أجره على النصف من أجر القائم.
ومن صور التيسير في الصلاة هو الترخيص للمسافر أن يصلى الفريضة على وسيلة سفرة إذا كان النزول يشق عليه كالوحل في الأرض أو الخوف أو عند خشية فوات الرفقة ونحو ذلك من الأعذار فيصلي على حاله ولو قاعدا ولو إلى غير القبلة، ومتى قدر على القيام واستقبال القبلة وجب عليه لقولة تعالى فاتقوا الله ما استطعتم ومنها الإذن للمسافر إن يصلى النافلة على راحلته مطلقا ولو إلى غير القبله ولو كان قادرا على النزول لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولان النافلة مبناها على التخفيف ترغيبا في الاستكثار منها، ومن يسر الإسلام لرسول الله صلي الله عليه وسلم هو إباحة القتال في الحرم له فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا.
” إن الله أحلها لنبيه ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها كما كانت” وهكذا الإسلام يُعظم أمن هذا البيت، ويوجب على المسلم احترام أمنه، ويخبرنا ربنا تعالى أن من هم في هذا البيت بمعصية فإن الله يُعاجله بالعقوبة بمجرد همّه وإن لم يفعل، فمجرّد إرادة الإلحاد فيه بالظلم والعدوان فيه، فإن الله يذيقه العذاب الأليم، وكان ذلك لأنه أخل بأمن هذا البلد الأمين، وقد جعل الله تعالى أمن هذا البلد وقصده بالحج والعمرة سببا لقيام الناس وأمنهم من العذاب العظيم، ومن خصائصه أنه خير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، وكان لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة من مكة إلى المدينة، وقف قليلا عند الحزورة وقال صلى الله عليه وسلم ” والله، إنك لخير أرض الله، وإنك أحبّ أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجتُ منك ما خرجت”
وفي لفظ قال “ما أطيبك وما أحبك إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما سكنت بلدا غيرك، ومن خصائص هذا البلد الأمين أن الصلاة فيه مضاعفة بمائة ألف صلاة فيما سواه، حيث يقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام خير من صلاة في مسجدى بمائة مرة ” وهذا هو بيت الله الحرام وهو البلد الأمين، فاللهم أبرم لأمة محمد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء، واللهم أنصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، واللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.