الدكروري يكتب عن الإسلام دين الجمال والنظافة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
 الجمعة الموافق 12 يناير 2024

 

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، أما بعد يقول الله تعالى ” يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد” وقال السعدي في تفسيرة “أي استروا عوراتكم عند الصلاة كلها، فرضها ونفلها، فإن سترها زينة للبدن، كما أن كشفها يدع البدن قبيحا مشوها، ويحتمل أن المراد بالزينة هنا ما فوق ذلك من اللباس النظيف الحسن، ففي هذا الأمر بستر العورة في الصلاة، وباستعمال التجميل فيها ونظافة السترة من الأدناس والأنجاس” فإن دين الإسلام دين الجمال والنظافة، وحث الإسلام المسلم على الظهور بالمظهر الطيب الجميل.

في ملبسه ومسكنه وهندامه أمام الآخرين، وإن هناك الأحكام المهمة عن اللباس والزينة ومن ذلك لبس الحلال من اللباس والزينة والمظهر واجتناب المحرّم، وقد استنكر الله سبحانه على من حرّم تلك الزينة التي خلقها لعباده، والأصل في اللباس هو الحل إلا ما ورد من الشارع تحريمه، ومنها تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال، وكما يحرم تشبه المرأة بالرجل، والرجل بالمرأة، وقد ذكر العلماء أن اللعن في الحديث يدل على أن التشبه من الكبائر، والحكمة من التحريم أن المتشبه والمتشبهه كلا منهما يخرج نفسه عن الفطرة والطبيعة التي وضعها أحكم الحاكمين، ومن المحرم من اللباس كذلك لبس ثياب الشهرة والاختيال، والمقصود بثوب الشهرة ثوب يقصد به الاشتهار بين الناس.

سواء كان الثوب نفيسا يلبسه تفاخرا بالدنيا وزينتها، أو ثوبا خسيسا يلبسه إظهارا للزهد والرياء وهذا أمر لا يحبه الله تعالى، ولكن لو ترك الفاخر من اللباس وهو يقدر عليه تواضعا لله لأخذ الثواب من الله، والتوسط والاعتدال في الزينة المباحة مشروع، وتمتد عناية الإسلام بالمسلم حتى في نظافته ونظافة ما يلبس حسنه وحسن رائحته، وأكد عليها في مواطن الاجتماع للصلوات والمناسبات وفي أوقات الجُمع والعيدين، ويظهر من هذا التوجيه النبوي مشروعية تخصيص بعض الملابس للخروج للصلاة، وبعضها للعمل، وأهمية الحفاظ على نظافة الملابس التي يلبسها للمسجد لأن العمل يؤثر على الملابس، ويدخل في ذلك استحباب يخصص بعضِ الملابس للزيارة والمناسبات الاجتماعية العامة، وأن يهتم المسلم بنظافة ملابسه.

ولا أدري كيف يغيب عنا الاهتمام بمظهرنا وهذا هو ديننا وهذا هدي رسولنا المصطفي صلي الله عليه وسلم فنرى في شوارعنا ومساجدنا وأسواقنا مظاهر لا تليق فنجد من يلبس السراويل القصيرة فوق الركبة أو النازلة إلى منتصف الورك والتي قد تظهر بعض العورة، ونجد من يلبس القميص أو الفنايل التي يبدو منها الإبط ومعظم الكتف، وبعض الظهر والبطن، ومن يأتي للجمعة بملابس النوم، ونرى من يتزيا بزي الكفار فيلبس ملابس عليها شعارات الكفار، مثل صور الصلبان أو معابد شركية أو كتابات أعجمية سيئة المعنى قد لا يفقهها كثير ممن يلبسها، ولو علم معناها لرماها تحت قدميه، ومن المسلمين من لا يهتم برائحة جسده وملابسه فيأكل الثوم والبصل وغيرها مما له رائحة كريهة.

ويأتي للمسجد، وربما نسي تنظيف جسده وتغيير جواربه فأصبح منتن الريح لا يحتمل رائحته أحد من البشر، فكيف يفد هذا إلى بيت الله المليء بالمسلمين والملائكة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.