بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم الأحد 12 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، لقد ذكر أن النظرية الإسلامية التربوية المعتمدة في بنائها على فلسفة إسلامية منبثقة من عقيدة الإسلام الشاملة المتكاملة والثابتة هي الأساس لحياة المسلم وغير قابلة للتغير، ولذلك هي تبعد المجتمع المسلم عن التبعية والتقليد للنظريات التربوية الأخرى التي تقوم على فلسفات غير إسلامية أو مذاهب إلحادية، كما أنها بذلك تقدم معيار مقارنة يقارن به بين النظريات والتوجهات التربوية الأخرى، كما أنها تساعد الباحثين في توجيه العلوم التربوية توجيها إسلاميا، وتضفى أسلوبا عصريا علميا موضوعيا في عرض قضايا التأصيل والتوجيه الإسلامي للعلوم التربوية.
والمقارنة بين النظرية التربوية الإسلامية وغيرها من النظريات التربوية، وذلك ما أيده، بأن النظرية التربوية الإسلامية تساعد في تحليل المواقف التربوية وإرجاع العمليات التربوية الى أصلها الإسلامي، وتحليل المفاهيم والمصطلحات، والإنسان يشتغل ويعرف بعض الحكم، ولكن ماذا يستنبط من كلمة ” أو دما مسفوحا”؟ فقيل أن هناك رجل كان سبب إسلامه كلمة ” أو دما مسفوحا” وهو أن الله عز وجل لم يقل دما، ولكن قال تعالى دما مسفوحا، فماذا نستنبط من كلمة دما مسفوحا؟ وهو أن الدم في الجسم يصفى عن طريق الرئتين، فالإنسان يستنشق الأوكسجين، ويطرح غاز الفحم، وغاز الفحم من أين هو؟ هو نتائج احتراق المواد السكرية والدسمة في الخلايا البشرية بالأوكسجين، والأوكسجين يحرق المواد الدسمة والبروتينية.
وفضلات غاز الفحم تطرح عن طريق الرئتين، والإنسان يتنفس أى تطهير دائم للدم من غاز الفحم، والكليتان ماذا تفعلان؟ تطهران الدم من كل السموم، والأوبئة، والسكر الزائد، فإن الكلية مصفاة ولكنها حية، وسائل فيه سكر وملح وبروتين، ومواد لا يعلمها إلا الله تعالى، وتختار النسب النظامية، سبعة بالألف سكر، بروتين، بوتاسيوم، والباقي بول، وأى نسب غير نظامية، أو سامة، أو مواد وفضلات تطرح في البول، إذن الكليتان تنقيان الدم، والرئتان تنقيان الدم، وملايين الغدد العرقية تنقي الدم، فهن ثلاث مصافى،الكليتان والرئتان والغدد العرقية وهذه كلها تنقى الدم، والدم يجرى فهو طاهر، أما إذا سفح الدم فصار نجسا، فالميتة حرمت لعلة بقاء الدم فيها، فالأصل هو الدم سبب التحريم، والدم المسفوح أيضا.
فإن الإنسان كل عوامل ضعفه، وعوامل المرض كلها في دمه، وأهل الجاهلية قبل الإسلام كان إذا جاع الرجل يأتي بعظم مدبب مؤنف مثل السكين يدخله في جسم الجزور وهى الناقة ويأخذ الدم فيشربه، وهذا شيء واقع في الجاهلية، حتى قال الأعشى وإياك والميتات لا تقربنها ولا تأخذن عظيم حديد فتفصد، وكان الإنسان في الجاهلية يدخل العظم المؤنف إلى جسم الدابة، ليشرب من دمها أي بمثابة غذاء، والدم محرم.