الدكروري يكتب عن الأنبياء في معية الله


بقلم / محمـــد الدكـــروري
الثلاثاء الموافق 26 ديسمبر

الحمد لله إقرارا بوحدانيته، والشكر له على سوابغ نعمته، اختص بها أهل الصدق والإيمان بصدق معاملته، ومن على العاصي بقبول توبته، ومد للمسلم عملا صالحا بوصيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المفضل على جميع بريته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد، لقد أدركت معية الله تعالي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حين كان مختبئا في الغار، وأدركت نبي الله يونس عليه السلام حين كان في ظلمات ثلاث، ظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وكانت معية الله مع نبي الله يوسف عليه السلام، وهو يسجن سبع سنوات فيسألونه عن تفسير الرؤى، فيتركها، ثم يبدأ بالدعوة.

فيقول “يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار” فيعلن الوحدانية، فيجد السعادة، وكانت معية الله مع موسى عليه السلام حينما تقابل أتباعه مع جند فرعون وقال أصحابه ” إنا لمدكون” فرد عليهم نبي الله موسى عليه السلام مستشعرا تلك المعية ” فال كلا إن معي ربي سيهدين” وكانت معية الله مع نبي الله يونس عليه السلام حينما ألقي في البحر في ظلمات ثلاث فقال ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” فرد سبحانه وتعالي فقال ” فاشتجبنا له ونجيناه من الغم، وكذلك ننجي المؤمنين” ولما أمر الله موسى وهارون عليهما السلام بالذهاب إلى فرعون لدعوته طمأنهما فقال ” لا تخافا إنني معكما أسمع وأري” فيقول قتادة رحمه الله تعالى “من يتق الله يكن معه، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تُغلب.

والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل، وكتب بعض السلف إلى أخ له، أما بعد فإن كان الله معك فمن تخاف، وإن كان عليك فمن ترجو” فاشدد يديك بحبل الله معتصما، فإنه الركن إن خانتك أركان، فقوله تعالي ” لا تحزن إن الله معنا” يحتاجها المسلم في كل آن فإذا تكاثف همك، وكثر غمك، وتضاعف حزنك فقل لقلبك ” لا تحزن إن الله معنا” وإذا ركبك الدين، وأضناك الفقر، وشواك العدم فقل لقلبك” لا تحزن إن الله معنا” وإذا هزّتك الأزمات، وطوقتك الحوادث، وحلت بك الكربات فقل لقلبك إن الله معنا” ولو وقفت الدنيا كل الدنيا في وجهك، وحاربك البشر كل البشر، ونازلك كل من على وجه الأرض فلا تحزن لأن الله معنا، ولننظر إلي معية الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار ثور.

حيث قال تعالي ” إلا تنصروه فقد نصره الله” فيا أهل مكة، ويا قريش، ويا أيها العرب إذا لم تجتمعوا على نصرة محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى نصره، وأيّده، ولم يتخلي عنه ولن يتخلى عنه أبدا، فاللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام نسألك أن تنصر الإسلام وتعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، واخذل الشرك والمشركين، وأعل بفضلك كلمة الحق والدين، واجعل الكلمة العليا لأمة سيد المرسلين، واجعلنا يا ربنا من ورثة جنة النعيم، اللهم اجعل عملنا كله صالحا، واجعله يا ربنا لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد غيرك فيه شيئا، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، واغفر لنا ولهم أجمعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.