بقلم / محمـــد الدكـــروري
من الأقوام العاتية هو قوم يأجوج ومأجوج وهم كما وصفهم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هم أمتان من بني البشر من نسل يافث بن نوح وهم قوم مفسدون همج رعاع لهم قائد يدير شؤونهم وهم عظام الأجسام شديدي البأس وكما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم منذ أن حاصرهم ذو القرنين وهم يتجمعون كل يوم لينقبوا في هذا السد وبعد أن ينقبوا جزء كبير يقولون غدا نأتي لنستكمل ما نقبناه ثم يأتون في اليوم الثاني فيجدون أن ما نقبوه قد عاد كما كان ويظلون هكذا حتى يأذن الله بخروجهم، وإن خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة الكبرى ففي صحيح مسلم في الحديث عن النواس بن سمعان فيما معناه، عندما يأذن الله بخروج يأجوج ومأجوج سينقبون نقبا عظيما في السد.
ثم يقول قائدهم غدا إن شاء الله نستكمل نقب السد فيأذن الله بخروجهم لقول قائدهم إن شاء الله فيخرجون، كما في الحديث من كل حدب وصوب فيفسدون في الأرض يشربون الماء كله حتى أن أولهم يشربون بحيرة طبرية كلها ثم يواصلون زحفهم وهم يأكلون كل ما يقابلهم من بشر ودواب وأشجار فلا يجدون أخضر ولا يابس إلا وقضوا عليه فيصاب الناس بالرعب ويختبؤون منهم ويزداد فجورهم وكفرهم فيقولون” قتلنا أهل الأرض فلنقتل أهل السماء فيصوب أحدهم حربته إلى السماء فيعيدها الله مخضبة بالدماء فتنة لهم فيزداد غرورهم ويقولون ” قتلنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء ” وروي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال ” صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين.
سمعتهم يقولون الوقت كالسيف فإن قطعته وإلا قطعك، ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل” وقال ابن القيم رحمه الله “يا لهما من كلمتين ما أنفعهما وأَجمعهما وأدلهما على علو همة قائلهما ويقظته” والوقت ليس كالمال الذي يمكننا ادخاره، فهو يمر سريعا سواء أحسنا استغلاله أو أسأنا، والمشكلة عندنا ليس من قلة الوقت، بل من عدم تنظيم الوقت وعدم وجود النية الصادقة في استغلاله وتنظيمه، وأما عن موعد خروج يأجوج ومأجوج ونهايتهم، فأنهم سيخرجون بعد نزول نبى الله عيسى عليه السلام، وظهور المسيح الدجال فبعد أن ينزل نبى الله عيسى عليه السلام ويقود المسلمين، لمحاربة المسيح وقتله يأمر الله نبيه عيسى عليه السلام أن يذهب بمن معه من المسلمين بعيدا عن يأجوج ومأجوج.
وأن يحتموا بمنطقة الطور ثم يأذن الله بالقضاء على يأجوج ومأجوج فيرسل عليهم ”النغف” والنغف هو دود يخرج من أنوفهم وخلف رؤوسهم فيقتلهم جميعا فتمتلء الأرض بعفنهم ونتنهم ولحومهم فيرسل الله عليهم طيرا يأكل لحومهم ثم بعد ذلك ينزل الله مطرا فيغسل الأرض، وتعود الأرض أفضل ماكانت قبل ذلك ويعيش الناس بعد يأجوج ومأجوج أفضل حياة كما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم تمنى أن يعيش في ذلك الوقت، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف” طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات حتى لو بذرت حبك على الصفا، لنبت وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض”