الدكروري يكتب عن ابن حُضير الأنصاري الأوسي


بقلم/ محمـــد الدكـــروري

هو صحابي جليل وكان زعيما للأوس في المدينة قبل إسلامه، وقد ورث عن أبيه مكانته، حيث كان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومن مقاتليهم الأشداء وقد ورث المكارم كابرا عن كابر وكان صاحب فكر صاف وشخصية مستقيمة قوية وناصعة ورأي ثاقب وهو سبب نزول آية التيمم، هو الصحابي أسيد بن حُضير الأنصاري الأوسي، وقد كان صلى الله عليه وسلم، قد أرسل مصعب بن عمير إلى المدينة، ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار وليدعو غيرهم إلى دين الله، وعلم سعد بن معاذ وكان صديقا لأسيد، فأراد أن يحرضه على مصعب، فقال انطلق إلى هذا الرجل فازجره، فحمل أسيد حربته، وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة وهو من زعماء المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام.

وعند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها مصعب إلى الله، وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته، فقال له مصعب هل لك في أن تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره، فقال أسيد هات ما عندك، وراح مصعب يقرأ من القرآن الكريم “حم، والكتاب المبين، إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ” من سورة الزخرف، وعند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها مصعب إلى الله، وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته، فقال له مصعب هل لك في أن تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره، فقال أسيد هات ما عندك.

وراح مصعب يقرأ من القرآن الكريم “حم، والكتاب المبين، إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ” من سورة الزخرف، وقد بدأ قلب أسيد يرق ووجهه يستشرق، فقال ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟ فقال مصعب تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي، فقام من فوره ليستقبل الإسلام فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين معلنا إسلامه، وفي شهر شعبان من عام عشرين من الهجرة، مات أسيد وحمل نعشه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فوق كتفه ودفن في البقيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.