الدكروري يكتب عن ابن حجر يتولي مشيخة البيبرسية


بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن حجر شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني، وقيل أنه قد تولي ابن حجر مشيخة البيبرسية ونظرها، رغب له عن ذلك العلاء الحلبي في سنة ثماني مائة وثلاثة عشر للهجرة، وولي ايضاَ وظيفة خزن الكتب بالمدرسة المحمودية، والإشراف على ما فيها من النوادر، فقد كان بها نحو أربعة آلاف مجلد، وعمل ابن حجر لها فهرست على الحروف في أسماء التصانيف ونحوها، وآخر على الفنون، وكان يقيم بها في الأسبوع غالبا يوما واحدا، وتيسر على يده عود أشياء مما كان ضاع منها قبله، وقد رشح أيضا لبعض الوظائف فلم يقبلها، منها التوجه إلى اليمن في الرسلية عن الملك المؤيد شيخ المحمودي، وتولي قضاء دمشق، وتولي قضاء اليمن وكتابة سرها للملك الأشرف إسماعيل بن العباس.

وأما عن الانتقادات والمآخذ علي الإمام الحافظ بن حجر، فكان التعصب ضد الحنفية، حيث انتقد أنور شاه الكشميري ابن حجر، وقال أنه متعصب ضد الحنفية، حيث قال لا يريد أن ينتفع الحنفية من كلامه ولو بجناح بعوضة، فإن حصل، فذلك بلا قصد منه، وقال يتطلب دائما مواقع العلل، ويتوخى مواضع الوهن من الحنفية، ولا يأتي في أبحاثه ما يفيد الحنفية، ويقول شيئا، وهو يعلم خلاف ذلك، ولا يليق بجلالة قدره ذلك الصنيع، وحاشاي أن أغض من قدر الحافظ ابن حجر الذي يستحقه، وإنما هي حقائق ناصعة، ووقائع ثابتة، يجب على الباحث الناقد أن يعرفها، وعفا الله عنه، وبدّل سيئاته حسنات” وكذلك التساهل في تصحيح الأحاديث الحسنة، حيث يرى بعض الباحثين مثل مصطفى إسماعيل السليماني.

وسامر ناجح سمارة ومحمد خلف سلامة أن ابن حجر كان يتساهل في تصحيح الأحاديث الحسنة، فقال مصطفى إسماعيل السليماني ” وأما ابن حجر من جهة تصحيح الأحاديث والكلام عليها، فهو إلى التساهل أقرب، وقد بان لي هذا جليا عند تحقيقي للفتح، هذا، ومما ينبغي التنبه له أن ما كان عند ابن حجر من تساهل في التحسين فذلك وصف لا ينفرد به ابن حجر، بل يشاركه فيه أغلب المتأخرين، أشار إلى هذا المسلك عند المتأخرين، بل صرح به المعلمي اليماني في الأنوار الكاشفة، وكذلك أيضا من الإنتقادات هو التناقض في بعض أحكام الجرح والتعديل، وهو مما يؤخذ على ابن حجر، كثرة تناقضه في أحكامه، فيقول صاحب كتاب تحرير التقريب بأن إبن حجر يتناقض في أحكامه تناقضا عجيبا.

فهو يوثق الرجل هنا أو يضعفه، ويضعفه أو يوثقه في كتاب آخر” وكذلك أيضا الميل إلى التفويض والتأويل في الصفات، فإنه يأخذ علماء السلفية على ابن حجر الميل إلى التفويض والتأويل في الصفات في كتابه فتح الباري، وقد ألف علي بن عبد العزيز الشبل كتاب “التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري لابن حجر” وذكرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في فتوى لها أنه من كبار علماء المسلمين لكنه أخطأ فيما تأوله من النصوص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.