الدكروري يكتب عن إنها الجنة ورب الكعبة


بقلم / محمـــد الدكـــروري

عليكم بالأمهات والآباء فإنها وصية الله عز وجل في كتابه الكريم ووصية النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم ” أمك ثم أمك ثم أمك ” فإن الأم عليك إن غابت عنك دعوتها، وإذا أعرضت عنك ناجيتها، وإذا أصابك مكروه استغثت بها، تحسب الخير كله عندها، وتظن الشر لا يصل إليك إذا ضمتك إلى صدرها أو لاحظتك بعينها، فلما تم فصالك في عامين وبدأت بالمشي، أخذت تحيطك بعنايتها، وتتبعك نظراتها وتسعى وراءك خوفا عليك، ثم كبرت وأخذت منك السنين، فأخذ منها الشوق والحنين، صورتك أبهى عندها من البدر إذا استتم، صوتك أبدى على مسمعها من تغريد البلابل وغناء الأطيار، ريحك أروع عندها من الأطياب والأزهار، سعادتك أغلى من الدنيا لو سيقت إليها بحذافيرها، يرخص عندها كل شيء في سبيل راحتك، حتى ترخص عندها نفسها التي بين جنبيها.

فتؤثر الموت لتعيش أنت سالما معافى، فإنها أمك فاسمع وأعلم ان المحروم الضائع الخائب فى الدنيا والاخرى من ضيع حقوق الوالدين وخاصة الام، فقد روى الإمام أحمد والنسائى وابن ماجه عن معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه، قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي وجه الله والدار الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم “ويحك، أحية أمك؟ قلت نعم، قال ” ارجع فبرها ” ثم أتيته من الجانب الآخر، فقلت يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك أبتغى وجه الله والدار الآخرة، قال ” ويحك، أحية أمك؟ قلت نعم يا رسول الله، قال ” فارجع إليها فبرها ” ثم أتيته من أمامه، فقلت يا رسول الله، إنى كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، فقال صلى الله عليه وسلم “ويحك، أحية أمك؟ قلت نعم يا رسول الله.

قال ” ويحك، الزم رجلها فثم الجنة” إنها الجنة ورب الكعبة ” الزم رجلها فثم الجنة” وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أتي رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، إني جئت أريد الجهاد معك أبتغي وجه الله والدار الآخرة، ولقد أتيت وإن والدي ليبكيان، فقال صلى الله عليه وسلم ” فارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما” رواه ابن ماجه، وإن عادة تخصيص يوم للأم هي من العادات القديمة التي ظهرت منذ آلاف السنين، وهي من العادات المُبتدعة المُخترعة، فالجميع يتفق على طاعة الأم وبرها ووجوب رعاية حقوقها وتكريمها، في كل وقت وفي كل زمان ومكان، وهذا اليوم في الحقيقة يوم رائع ومميز لكن عادة تخصيص يوم للأم وتسميته بالعيد مخالفة للقرآن والسنة، لأن أعياد الإسلام هما عيدين فقط، يوم الفطر ويوم الأضحى.

ويأتي عيد الفطر بعد تأدية فريضة الصيام وهو صيام شهر رمضان ويأتي يوم الأضحي بعد تأدية فريضة الحج، ولا ثالث لهما، وذلك واضح عندما قَدم رسول اللهِ محمد صلى الله عليه وسلم، المدينةَ، وكان لأهل المدينة يومان يلعبون فيهما، فقال صلى الله عليه وسلم ” قَدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما، فإن الله قد أبدلكم يومين خيرا منهما، يوم الفطر، ويوم النحر” وقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حريصا على مخالفة عادات غير المسلمين من أهل الكتاب وغيرهم، حتى قال اليهود في عصر النبي صلى الله عليه وسلم “ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه” رواه مسلم، ولذلك نقول إن تقليد غير المسلمين في عادة الاحتفال بيوم الأم لا يوافق المقاصد الشرعية، وليس هناك ما يدعو إليه، فهو من التقليد الأعمى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.