الدكروري يكتب عن إعادة النظر في أولوياتنا ومناهجنا

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الاثنين الموافق 15 إبريل 2024

 

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إننا بحاجة اليوم إلى أن نعيد النظر في أولوياتنا ومناهجنا، ولا أقصد بالمنهج هنا الأصول والقواعد الشرعية فهذه ثابتة وراسخة، وإنما أقصد به الطريق الذي يسلكه الدعاة إلى الله عز وجل، ونجعل من مقاصدنا تبليغ هذا الدين للناس كافة، ونحن نعامل الناس على حسب الظاهر في الدنيا، والله الذي يعلم الحقائق هو الذي يتولى حسابهم يوم القيامة، ولعل كل قتيل في المعركة، لم يكن مخلصا لله، فهو من شهداء الدنيا، فإذا كان الباعث له، ليس الجهاد في سبيل الله.

وإنما شيء من أشياء الدنيا، فإنه لا يحرم نفسه من الأجر والثواب فحسب، بل إنه، بذلك، يعرض نفسه للعذاب يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن أول الناس يقضى يوم القيامه عليه رجل استشهد، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى فى النار” رواه مسلم، وأيضا هناك شهيد الآخرة، وشهيد الآخرة الذي يكون له أجر شهيد في الآخرة لكنه في الدنيا يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي، فهذا أصناف منهم المقتول ظلما من غير قتال، وكالميت بأنواع من الأمراض ونحو ذلك، وكالغريق في البحر الذي ركبه وكان الغالب فيه السلامة بخلاف من ركبه وكان الغالب عدم السلامة.

أو ركبه لإتيان معصية من المعاصي ونحو ذلك، فأما الاستشهاد في ساحة القتال فإن أجره عظيم جدا وهو قمة مراتب الشهادة، ولا يمكن لأي نوع آخر من الشهداء أن يصل إلى هذا المقام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه” وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد، قال صلى الله عليه وسلم “كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة” رواه النسائى، فترجى هذه الشهادة لمن سألها مخلصا من قلبه ولو لم يتيسر له الاستشهاد في المعركة لقوله صلى الله عليه وسلم.

“من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه” ولذلك كان لا بد من سؤال الله بصدق الاستشهاد في سبيل الله لتحصيل هذا الأجر العظيم، ولو مات الإنسان حتف أنفه، وكذلك من أنواع الموت الطيبة الموت غازيا في سبيل الله لقوله صلى الله عليه وسلم “ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال صلى الله عليه وسلم “إن شهداء أمتي إذن لقليل” قالوا فمن هم يا رسول الله؟ قال ” من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد” ومن أنواع الموت الطيبة التي لها أجر شهيد، الموت بالطاعون، قال صلى الله عليه وسلم “الطاعون شهادة لكل مسلم” وقال صلى الله عليه وسلم أيضا لما سئل عن الطاعون.

” إنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد” وقال صلى الله عليه وسلم “يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون، نحن شهداء، فيقال انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما ريح المسك فهم شهداء، فيجدونهم كذلك”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.