الدكروري يكتب عن إصطفاء قلوب الصحابة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الأربعاء الموافق 24 يوليو 2024

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، إن الله تعالي اصطفى قلوب صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم وطهرها من بين قلوب العباد، لذلك استحقوا أن يكونوا خيار الناس، وإنما صار أول هذه الأمة خير القرون لأنهم آمنوا به حين كفر الناس وصدقوه حين كذبه الناس وعزروه ونصروه وآووه وواسوه بأموالهم وأنفسهم وقاتلوا غيرهم على كفرهم حتى أدخلوهم في الإسلام، وإن فضل الصحابة عظيم ويكفي أن كل عمل يعمله من بعدهم إلى يوم القيامة في ميزان حسناتهم فكل خير فيه المسلمون إلى يوم القيامة من الإيمان والإسلام والقرآن والعلم.

والمعارف والعبادات، ودخول الجنة، والنجاة من النار، وانتصارهم على الكفار، وعلو كلمة الله فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة، الذين بلغوا الدين، وجاهدوا في سبيل الله، وكل مؤمن آمن بالله فللصحابة رضي الله عنهم عليه فضل إلى يوم القيامة، وإن فضائل الصحابة لا يحصيها عد ولا يسطرها قلم ولا يصفها لسان ولا يحيط بها بيان، وإذا كان الصحابة قد نالوا الشرف العظيم بصحبة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم فالواجب علينا أن نقتدي بهم ونهتدي بهديهم ونستن بسنتهم كما أمرنا بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم “فعليكم بسنتي” أي بطريقتي الثابتة عني واجبا أو مندوبا وسنة الخلفاء الراشدين فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي، فالإضافة إليهم إما لعملهم بها أو لاستنباطهم واختيارهم.

وقال ابن مسعود رضى الله عنه من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم، وقال ابن رجب والسنة هي الطريقة المسلوكة فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال وهذه هي السنة الكاملة ولهذا كان السلف قديما لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله، فالصحابة كانوا يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأقوال والأعمال والأفعال، فالقدوة القدوة تفلحوا فمن منا يستطيع أن يقتدي بأبي بكر فى صحبته وصداقته؟ أو ببلال فى توحيده؟

أو بأبي هريرة فى بره لأمه؟ أو بعمر فى الحق والعدل؟ أو بعبد الرحمن بن عوف في إصراره على الربح الحلال ؟ أو بعلي رضي الله عنه في ثقته في النبي وفدائيته؟ أو بعثمان في حيائه وتصدقه؟ أو بأبي دجانة فى استماتته فى الدفاع عن نبيه؟ أو بخباب فى دفاعه عن عرض نبيه؟ أو بعمار بن ياسر فى صبره؟ أو بابن مسعود فى قراءته للقرآن؟ أو بخالد فى نصرته لدينه؟ أو بأنس بن مالك فى خدمته حبه؟ أو بسلمان فى بحثه عن الحقيقة؟ أو بأبي موسى الأشعري فى كرمه؟ أو بأبي أيوب الأنصارى فى حسن استقباله لضيفه؟ أو الكثير والكثير فعلينا أن نتشبه بصحابة رسول الله الأبرار، وأن نمشي على نهجهم، فإننا إن فعلنا ذلك واقتدينا بهم لصلح حالنا وحال أولادنا وبناتنا ونسائنا وصلح حال جميع البلاد والعباد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.