بقلم / محمد الدكروري
فلما أن ابتنى بها قال الإمام علي بن أبى طالب، يا أبا محمد، إن أذنت لي أن أكلم أم أبان، قال كلمها، قال، فأخذ سجف الحجلة، ثم قال السلام عليك يا غريرة نفسها، قالت وعليك السلام، قال خطبك أمير المؤمنين، وسيد المسلمين فأبيته؟ قالت كان ذلك، قال وخطبك الزبير ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد حوارييه فأبيته؟ قالت وقد كان ذلك، قال وخطبتك أنا، وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت قد كان ذلك، قال، أما والله لقد تزوجت أحسننا وجها، وأبذلنا كفا، يعطي هكذا وهكذا، وكانت زوجته أيضا هى السيدة سُعدى بنت عوف المرية، وقيل أن لها صحبة، وقد تزوجها طلحة وأنجب منها يحيى، وعيسى، وقد روى عنها أنها قالت ” دخلت على طلحة ذات يوم فقلت له ما لي أراك أرابك شيء من أهلك فنعتب؟
قال نعم، حليلة المرء أنت ولكن عندي مال قد أهمني أو غمني، قالت اقسمه، فدعا جاريته فقال لها ادخلي على قومي، فأخذ يقسمه، فسألتها كم كان المال؟ فقالت أربعمائة ألف، وكانت زوجته هى السيدة أم الحارث بنت قسامة وكان اسمها الجرباء بنت قسامة، وهى من قبيلة طيء، وقد قَدمت علي النبي صلى الله عليه وسلم، فتزوجها طلحة بن عبد الله، فولدت له أم إسحاق، وكانت من زوجاته هى السيدة الفارعة بنت علي، وهى كانت سبيّة من قبيلة بني تغلب، وقد أنجبت له ابنه صالح، وكانت زوجته أيضا هى السيدة قريبة بنت أبي أمية، وهى أخت أم المؤمنين السيدة أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنجبت له مريم، وكانت زوجته هى السيدة أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، ولم يذكرها أصحاب السير من زوجاته.
ولكن ذكر ابن كثير في التفسير أنها كانت من زوجاته، فقال عند تفسيره للآية الكريمة ” ولا تنمسكوا بعصم الكوافر” وقال محمد بن إسحاق، عن الزهري، قد طلق عمر بن الخطاب، يومئذ قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة، فتزوجها معاوية بن أبى سفيان، وأم كلثوم بنت عمرو بن جرول الخزاعية، وهي أم عبيد الله، فتزوجها أبو جهم بن حذيفة بن غانم، وهو رجل من قومه وهما على شركها، وقد طلق طلحة بن عبيد الله زوجته أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، فتزوجها بعده خالد بن سعيد بن العاص.