الدكروري يكتب عن أضرار البطالة في المجتمع


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأحد الموافق 5 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن من صور حب الوطن العناية والاهتمام بصلة الأرحام، والاهتمام بحسن الجوار للمجاورين فهم الشركاء الأوائل في هذا الوطن، وبهم تطيب الإقامة على ثراه، وبين ربوعه، ومن صور حب الوطن المحافظة على روابط الأخوة والمحبة والاحترام بين أبناء الوطن، لما يترتب على ذلك من تحقيق لمعنى محبة الفرد لوطنه، وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد، ونبذ العصبية، والالتزام بمبدأ الأخوة الإسلامية التي قال الله في شأنها ” إنما المؤمنون إخوة “

ومن صور حب الوطن الإسهام الإيجابي والمشاركة الفاعلة بالقول والعمل في خدمة الوطن، والتفاني في خدمته، والعناية بمصالحه والتعاون مع الآخرين من أبناء الوطن في كل ما من شأنه خدمة الوطن ونمائه، ورفعة شأنه ورقيه، وعدم الإضرار بشيء من مكتسباته ومنشآته ومقدراته، وإن السرقة سبب لانتشار البطالة في المجتمع، فما جاء الإسلام بتحريم السرقة إلا ليجعل من المجتمع مجتمعا آمنا مطمئنا على ثمرة جهده بأنها لن تضيع، جاء الإسلام وحرّم السرقة من أجل أن ينشط الناس للعمل، لأن السارق عندما يعلم بأن السرقة حرام، وأن عاقبتها وخيمة في الدنيا قبل الآخرة، فإنه يتوجه للعمل، ومن توجه للعمل كان منتجا ولم يكن بطالا يعيش على حساب الآخرين، وأن السرقة خلق ذميم.

وخلق رذيل، وخلق يملي أن هذا السارق لا قدر له ولا قيمة، ذلكم أن هذا السارق عضو أشل في مجتمعه، فاشل في بلاده لا يعول عليه ولا يطمأن إليه؟ ولا يركَن إليه، لماذا؟ لأن هذا شخص مجرِم عطل القوى التي منحه الله إياها، منحه الله السمع والبصر والعقل، ويسّر له الأمور، لكنه لم يرضي بهذا، بل سخّر حواسه وقواه في أمور رديئة رذيلة، وإن السارق قد ارتكب خُلقا سيئا، فقد ضعفت نفسه عن القناعة والعمل، وضعفت نفسه عن الإنتاج، وضعفت نفسه عن التنافس في سبُل الخير، وإنما لجأ إلى هذه الطرق الملتوية يعرض فيها دينه، ويعرض فيها حياته وسمعته، ويغامر وربما وقع في الفخ فقضي عليه فخسر دنياه وآخرته، وإن نال من السرقة ما نال، فإن مال الحرام هو سحت وظلم وعدوان.

وهو يجعل قلبه دائما يلهث، لا يقنع بالحلال ولا يطمئن إليه، بل لو خير هذا بين كسب الحلال والحرام لكان الحرام عنده أحسن وألذ من الحلال، لأن فطرته قد انتكست والعياذ بالله، وقد حرمت الشريعة الإسلامية السرقة، لأنها اعتداء على حقوق ومجهود الغير، وجرمت فاعلها، ووضعت للسارق عقوبة وحدا وهو قطع اليد باعتباره مرتكبا لأمرا شنيعا حرمته الشريعة الإسلامية، وقد حددت خمس شروط يجب توافرها لتطبيق الحد في جريمة السرقة، وهى أن يكون السارق مكلفا، وأن يقصد فعل السرقة، وألا يكون مضطرا إلى الأخذ، وأن تنتفى القرابة بينه وبين المسروق منه، وألا تكون عنده شبهة فى استحقاقه ما أخذ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.