بقلم الشيخ/ عماد البية
• إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بذكره تطمئن القلوب وتغفر الذنوب وتغفر العيوب وتفرج القروب القائل في محكم إياته( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء وأتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الناس أتقوا ربكم إن زلزله الساعه شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد يا أيها الذين أمنوا أتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما يا أيها الذين آمنوا أتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد وأتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا يوم القيامه سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه القائل في حديثه الذي رواه مسلم من روايه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأه الصالحة فصلاة وسلاما عليك سيدي يا رسول الله فأجمل منك لم ترى قط عيني وأحسن منك لم تلد النساء خلقت مبرئا من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء اللهم صل عليه وعلى أصحابه وارض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أما بعد فيا إخوة الإيمان والإسلام إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فاستمع معي إلى الحق جل في علاه وهو يقول سبحانه (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجاره عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) فالقدوة قبل الدعوة فالولد يقلد أبيه إذا راه يذهب دائما إلى المسجد يقلده ويريد أن يذهب معه يأتي إلى المسجد ينظر إلى والده وهو يركع ويسجد ويفعل كما يفعل والده والبنت كذلك تقلد والدتها وهي بنت سنتين في الخمار وفي الحجاب فينبغي على الوالدين أن يبدأ بتعليم العقيدة الصحيحة في قلوب الأولاد منذ الصغر وهذا المنهج ليس بدعاً ولكن هذا هو منهج الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه في التربية كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والترميذي عن بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف رسول الله يوما أي على حمار أو دآبة فقال له الحبيب محمد يا غلام انظر معي أخي الإيمان والإسلام أعيروني الأسماع والأفئدة انظر إلى هذه التربية والتوجيه يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك تأصيل في العقيده احفظ الله تجده تجاهك إذا سالت فاسال الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف لا إله إلا الله هي الحقيقة الأولى افتحوا على أولادكم بهاأول ما ينطقون اجعله يقول لا إله إلا الله علمه حب الله علمه حب رسول الله علمه حب الدين علمهم مراقبه الله في السر والعلانية انظر كيف كان يربي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولادهم رب السلف الصالح أولادهم منذ نعومة
أظفارهم على العقيدة الصحيحة فقد مر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم على مجموعه من
الأ ولاد الصغار وهم يلعبون في إحدى الطرقات في المدينة فلما رأى الأولاد عمر بن الخطاب وكان عمر صاحب هيبة كما تعلمون وكيف لا والشيطان نفسه كان يهاب عمر فلما رأى الأولاد عمر بن الخطاب جروا وهربوا إلا واحد ثبت ولد صغير من الأولاد لم يجري إنه عبد الله بن الزبير رضوان الله عليه فسعد عمر بهذا الغلام وأقبل عليه وقال له لما لم تهرب مع الأولاد فماذا قال الغلام ما كنت مذنبا لأهرب منك يا أمير المؤمنين وليس الطريق ضيق لاوسع لك أي عقيدة هذه وأي فهم مثلاً اخر وهذا عبد الله بن عمر رضوان الله عليهما يمر يوما على راع صغير يرعى الأغنام فأراد عبد الله بن عمر أن يختبره وأن يذكره فقال له يا غلام بع لي واحدة من هذه الأغنام فقال له إنها ليست لي يا سيدي إنما أنا راعي فقط وإنما هي ملك لسيدي في المدينه فقال له بن عمر رضي الله عنهما قل لصاحب الغنم لقد أخذ الذئب واحده وهو لا يراك فالتفت إليه الغلام وهو يقول إن كان صاحب الغنم لا يراني فأين الله فبكى بن عمر وانطلق وهو يقول ويردد قول الغلام أين الله أين الله (ألم ترى أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكونوا من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا) الأية [7] المجادله إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعه ولا ما تخفي عليه يغيب انظر إلى السلف الصالح كيف كانوا يبذلون كل جهد في تربية أولادهم سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الخليفه الذي قيل عنه إنه خامس الخلفاء الراشدين عين ميمون بن مهران وكان قاضيا عالما مؤدبا لأولاده ليس معلما ولا مدرسا ولكنه مؤدبا على العقيدة الصحيحة بل أراد الطفل منهم أن يبذل دمه وروحه لدين الله وفداء لحبيبه ومصطفاه ففي الصحيحين من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال بينما أنا واقف في الصف الأول يوم بدر فنظرت عن يمين وعن شمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثا السن تمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني إحدهما فقال يا عم هل تعرف أبا جهل قلت نعم ما حاجتك إليه يا بن أخي فماذا قال الغلام قال أخبرت بأنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا يقول عبد الرحمن بن عوف فتعجبت لذلك فغمزني أخر فقال لي مثلها فلم أنشب أنه نظرت إلى أبي جهل يجول بين الناس قلت لهما لا تريان هذا صاحبكما الذي تسألان عنه فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبراه فقال لهما الحبيب محمد أيكما قتله قال قل واحد منهما أنا قتلته يا رسول الله فقال هل مسحتما سيفيكما قال لا فنظر في السيفين فقال كلاكما قتله رواه البخاري البطل الأول هو معاذ بن عفراء والبطل الثاني هو معاذ بن عمرو بن الجموح فعلى الوالدين أن يبدأ بغرس العقيدة ثم يحبب الأولاد في القرآن وفي حفظ القرآن أين الكتاتيب أصبح الوالد الآن حريص أن يربي ولده ويعلم أولاده اللغات هذا أمر جميل ولكن لا ينسى أن يعلمه القرآن قرآن رب السموات والأراضين انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رباه ربه وأدبه فأحسن تأديبه فكان يقول أدبني ربي فأحسن تأديبي أو كما قال التائب من الذنب حبيب الرحمن ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة..
( الخطبة الثانية)
• الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذو الطول لا إله إلا هو إليه المصير وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل عليه وعلى أصحابه صلاة دائمة ما دامت السموات والأرض مازلنا إخوة الإيمان والإسلام نتحدث مع حضاراتكم حول حقوق الأبناء على الآباء لقد ارتقى الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه ذات يوم المنبر فرأى الحسن والحسين يتعسران في المسجد فنزل من على المنبر وحمل الحسن والحسين وارتقى بهما على المنبر ثم التفت إلى الناس وقال إنما أموالكم وأولادكم فتنة رواه أبو داود والترميذي علم ولدك وأدبه وعلقه بالمسجد فالحبيب محمد يأمرنا بذلك فيقول في حديثه مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وأحسن تربيتة إن يرى الولد والده متعلق بالمسجد فيقوده يسرع الوالد بالوضوء ويتطيب ويقول لولده يا فلان توضأ وتطيب وهيا بنا إلى المسجد وليعلمه إذا اتيت المسجد فلا تتحرك ولا تتكلم ولا تتحدث بصوت عال فأنت في بيت الله فهل يا بني تستطيع أن ترفع صوتك أمام مدرسك في الفصل يقول لا فقل له أنت في بيت الله ماشي الطاووس يوما باختيال فقلده بمشيته بنوه فقال علام تختالون قالوا لقد بدأت ونحن مقلدوك ينشا ناشئ الفتيان منا على ما كان علمه أبوه فالتربية بالقدوة عامل مهم جدا إنها مسئولية الجميع تبدأ بالبيت ثم المدرسة ثم بالمسجد ثم بالإعلام إن تؤدي كل مؤسسة مسئوليتها إما نترك له الحبل على الغارب هذا محال أنت مثله الذي ألقى ابنه في اليم ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء وكلنا يعلم حال الشاب الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد منه أن يرخص له في الزنا أن يزني فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن علمه قال له أترضاه لأمك أترضاه لأختك وترضاه لأبنتك أترضاه لخالتك أترضاه لعمتك ثم دعا له الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه الله سبحانه وتعالى يقول( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ) الآية [272] البقرة اعمل ما عليك ودع الأمر لصاحب الأمر ففي البيوت التي قام فيها على تربية نبي ألا وهو سيدنا نوح عليه السلام ومع ذلك خرج الولد كافرا حتى لا ييأس والد من الأولاد فهذا نبي الكريم إنه نوح عليه السلام وقد عجز الوالد أن يهدي ولده( يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين قال سأوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموت فكان من المغرقين) الأية[ 42 ]هود ولما تضرع نوح لربه فقال( ربي إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) الآية [45] هود وفي قراءة إنه عامل غير صالح وفي بيت آخر يتولى فيه التربية والتوجيه أخبث رجل على وجه الآرض إنه فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى ومع هذا يتربى في هذا البيت نبي الله موسى سبحان الله ففي بيت النبي يكفر بن نبي وفي بيت شرقي يخرج نبي بأمر الرب العلي فافعل ما عليك وابذل كل ما في استطاعتك ودعي النتائج إلى الله فكل شيء بقضاء الله سبحانه وتعالى وكل شيء بقدر ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا بر أبنائنا وأن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وأن يجعلنا للمتقين إماما اللهم ارحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع مجيب الدعوات يا رب العالمين ربنا يتقبل منا إنك أنت السميع العليم وتوب علينا يا مولانا إنك أنت التواب الرحيم واجعلنا من الذين تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وأخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين وأقم الصلاه إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا