بقلم / محمد الدكروري
يرى كل إنسان في هذه الدنيا الحياة بمنظور خاص به فكلُ يراها ويحللها بطريقته وفكره وينظر لها من زاوية تخصه ويعتقد أنه على حق وصواب دائما ولا يعترف بخطأ إقترفه مهما واجهه الآخرين فهو دائماً يتقلد منصب الحق والصواب ولا يقبل أن يراجعه أحد إعتقادا منه أنه على صواب بل على عين الصواب ويرجع هذا إلى إيمانه بوجهه نظره حتى وإن كانت خطأ..
فعلى سبيل المثال اللص على يقين تام أنه على صواب، وعلى يقين تام أن صنيعه كله صواب وزين له الشيطان صنيعه واقنعه أنه فى الطريق الصحيح ولا يوجد أى عيوب به بل وتجده يتجرأ وينطقها أنا على صواب فيقول مثلا أنا أسرق لصا كبيرا وكلنا على نفس الشاكلة هذا تبريره لعمله الذى يقتنع به ويدافع عنه … ولكن لنفرض أن هذا اللص قابله رجل صالح وأراد أن يوقفه عن جريمته بالقوة، ما هو مصير الرجل الذى أوقفه عن الظلم ومنع فساد في الأرض من منظور ووجهة نظر اللص المغتصب لحقوق الناس ؟؟؟
المنظور الخاص بهذا الفاسد هو أن الرجل الذى أراد إيقافه هو رجل ظالم لأنه من وجهة نظره يراه قد منعه من أداء عمله وضيع عليه فرصة كبيرة كان سينتفع منها فنجده يبدأ فى تشويه صورة الراجل الذى إتقى الله سبحانه وتعالى وتصدى للظلم والفساد ومنعه من إرتكاب جريمة فى حق نفسه ومجتمعه و من هنا يبدء جميع اللصوص والفاسدين الذين على شاكلته والذين يعاونوه في ترديد كلمة أن هذا الراجل غير سوى وأنه ظالم ومفترى ويقف في طريق الناس ويكره الناس ويحاربهم وأنه عدوُ للخير وعدوُ للصلاح ، وعلى هذا نقيس فنجد هذا هو منظور اللص والنصاب والمغتصب وشاهد الزور والمنحرف والزانى عندما يحاول أحد أن يوقفه عند حده ويحاول أن يقنعه أنه على غير صواب وأن ما يفعله لا يرضى الله سبحانه وتعالى ..
ومن ناحية أخرى ومن منظور آخر الشخص الساكت عن الحق والذى يغمض عينيه بيديه وبكامل إرادته عن الحرامي والنصاب والمغتصب وشاهد الزور والمنحرف والزانى بحجة أنه لا شأن له
حيث أن ما يحدث بعيدا عنه وعن أهله وبيته، بديهيا وطبيعيا أن نجد هذا الشخص أحب الناس إلى هؤلاء الأشخاص وإلي الفئة الضالة من المجتمع لأنه تركهم وشأنهم ولم يتعرض لهم بأى شكل من الاشكال نهائي..
هذا الشخص والذى نلقبه بالساكت عن الحق يكون هانئ البال لأنه نظر للخطأ من منظوره وبرره لنفسه فهذا منظور وذاك آخر وكلٌ مقتنع بما يراه من منظوره.
ولكن ماحال هذا الساكت في الآخرة؟؟
إن حاله وللأسف يكون أسوأ وأشد في العقاب ممن إرتكبوا الجرم لأنه سكت عن الفساد ولم يغير لحرمة الله عزّ وجل ولم يتحرك لتغيير منكر، ولم تأخذه الحمية لدين الله عز وجل فامتنع عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ..
منظور آخر رجل نُهب حقه وظُلِمَ من أشخاص يقف مطالبا بحقه وعلى غرار التجمع يدخل لصا مؤيدا الرجل ذاكرا أنه حدث معه نفس الشئ غرضه من ذلك إكتساب عطف الناس وتصديقه، بصيغة أخرى يريج أن يركب الأمواج الثائرة، فيفلح فى خطته ويدعمه الناس بعد أن يصدقوه وفى الحقيقة هو مخادع وكل ما فعله هو توظيف منظوره وإقناعهم به وقيامه بعملية فهلوية على الناس تماما كما يفعل الساحر فى خداع الناس.
هنا أصبح المنظور لكل فرد مهما كان وضعه في المجتمع يختلف عن أي شخص آخر ودائما الشيطان والنفس الأمارة بالسوء يصوروا للمرء أنه على صواب وكل أفعاله صحيحة حتي وإن كانت من أكبر الكبائر ومن أكبر الذنوب ..
فدائما وهذه نصيحة نأخذ حذرنا من المتكلم ونتفحصه جيدا ولا نقيم لكلامه وزن حتي ننظر إلى شخصيته أولا وما هو دوره في المجتمع فإن كان رجل ثقة وصدوق وعلى أخلاق نعلم أن كلامه صدق وهادف ومثمر أما إذا كان شخص مشبوه أو حرامي أو نصاب أو من أصحاب الصفات الذميمة فلا نلتفت إلي كلامه لأنه تابع للشيطان…
فاللهم ارزقنا الضمير الحي الذي يدق بداخلنا دائما لإيقاظنا دائما من الغفلة وارزقنا نفس لوامة تلومنا دائما علي أي فعل بعيد عن طاعة الله واللهم اهدنا واهدى بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى…
واللهم أحفظ مصر قائدا وجيشا وشعباً واجعلها بلد أمن وأمان واستقرار وسائر بلاد المسلمين اجمعين وتحيا مصر وعاشت مصر حره مستقله بفضل الله وكرمه وتوفيقه ثم بفضل رجالها المخلصين الأوفياء في عهد فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاة وسير يا سيادة الرئيس علي بركة الله وربنا يوفقك لما يحبه ويرضاه
أخوكم الكاتب محمد الدكروري