بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الخوف من الله عز وجل يؤدي إلى التمكين في الأرض والانتصار على الأعداء، والخوف من الله تعالي يبعث على العمل الصالح والإخلاص فيه، وعدم طلب المقابل في الدنيا، فلا ينقص الأجر في الآخرة،أي تضطرب وتتقلب، وهذا هو الذي دفع أهل الإيمان للعمل، يريدون النجاة ويحذرون الهلاك ويخافون أن يستلموا كتبهم بشمائلهم في الآخرة، فإن الخوف من الله تعالي يجعل الإنسان في ظل العرش يوم القيامة، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة “ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه” والخشية الموجبة لدمع العين تؤدي إلى أن النار لا تمس العين يوم القيامة.
وإنه من أكبر الصفات الحميده التى يجب أن يتصف بها الإنسان المسلم هو العفو حقا إنه العفو والصفح أيها الفضلاء فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابة الكريم ” وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم” ويقول تعالي ” فمن عفا وأصلح فأجره علي الله” ويقول تعالي ” وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم” وقال ابن كثير هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حين حلف ألا ينفع مسطح ابن أثاثة بنافعة بعدما قال في ابنته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما قال، فلما أنزل الله تعالي براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت، وتاب الله على من كان تكلم من المؤمنين في ذلك، وأقيم الحد على من أقيم عليه، شرع الله تبارك وتعالى.
وله الفضل والمنة، يعطف الصديق على قريبه ونسيبه، وهو مسطح بن أثاثة، فإنه كان ابن خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان رجلا مسكينا لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر رضي الله عنه، وكان من المهاجرين في سبيل الله، وقد تاب الله عليه منها، وضُرب الحدّ عليها، وكان الصديق رضي الله عنه معروفا بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب، فلما نزلت هذه الآية إلى قوله تعالي ” ألا تحبون أن يعغر الله لكم والله غفور رحيم” أي فإن الجزاء من جنس العمل، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك، وكما تصفح نصفح عنك، فعند ذلك قال الصديق بلى، والله إنا نحب يا ربنا أن تغفر لنا ثم رجع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة، وقال والله لا أنزعها منه أبدا، في مقابلة ما كان قال والله لا أنفعه بنافعة أبدا.