التفحيط والتنطيط


بقلم / محمـــد الدكـــروري

إعلموا أيها الشباب أن التفحيط والتنطيط، وإيذاء الناس والمارة والتجمعات الشبابية، والتحزبات الهمجية والحركات اللا منهجية، لو كانت كل تلك المهازل والمفاسد رفعة في الدرجات وزيادة في الحسنات، والله لما سبقتم إليها العلماء والعقلاء والفضلاء والنبلاء، ولكنها انحطاط في الأخلاق، ونقيصة في الأدب، وعيب في التربية ومثلبة في الرجولة، فمن هو العاقل الذي يرضى لنفسه بالسفول وضياع الأخلاق وأن ينظر الناس إليه بعين الازدراء والاستهزاء، بل ربما أدت تلك الأخلاق السيئة، والانحرافات المشينة، إلى قطع الصلات مع الله، ومع عباد الله فيا أيها الشباب عليكم بطاعة ربكم ووالديكم، والاهتمام بعلمائكم وقادتكم والعناية بمقدرات وطنكم وتوفير السلامة للمسلمين فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وإن قضية تعليم الأولاد العبادات أمانة في أعناقنا، الآن يكبر ويجب عليه أن يصلي وهو لم يتعلم الصلاة بعد.

فيجب على الأب أن يأمره بإقامتها، وإذا عرف الولد يمينه من شماله، نبدأ معه بتعليم الدين، ونأمره بالصلاة إذا بلغ سبعا، ونحن ممكن نعلمه قبل لكن نأمره إذا بلغ السبع، وإذا بلغ العشر ضربناه عليها إذا تركها، وإذا أتم ولدك عشرا وهو مهمل للصلاة ويرفض الصلاة يؤدب، فينبغي للآباء توجيه أبنائهم لطلب العلم الصحيح لأن الشاب إذا ابتعد عن العلم الصحيح والعلماء الراسخين ولم يتبين له رؤية واعية تتزاحم في ذهنه خطرات نفسية وسوانحُ فكرية يختلط عنده فيها الخطأ بالصواب والحق بالباطل فتنتج أمور وتصرفات لا تحمد عقباها، ويكون فريسة سهلة للأعداء ومن في قلوبهم مرض من أهل الشبهات والشهوات ودعاة الفتن، وإذا تأملنا فى حالنا اليوم وما وصلنا إليه من أمور لا تليق بالمسلمين تماما وما هذه بأخلاق المسلم العاقل من أمور لا ترضى الله ولا ترضى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

فسوف تكون الأجابه على هذا السؤال هو بلا شك سوء تربيه، فما أشد حاجة العالم اليوم إلى هداية القرآن الكريم، فإن أزمة العالم الآن أزمة أخلاقية، وما من كتاب دعا إلى مكارم الأخلاق مع كل الناس مثل القرآن، وإذا كان خطأ المسلمين في هذا الزمان بعدهم عن أخلاق القرآن فإن من أوجب الواجبات عليهم العودة إلى أخلاقه متمثلين النموذج العملي الأكمل في امتثال الأخلاق القرآنية وهو من تنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم وهو الذي وصفه ربه بأنه على خلق عظيم، لامتثاله الأخلاق القرآنية المبثوثة في طول القرآن وعرضه، فقد كان أجمع الخَلق خُلقا، لأنه كان أجمعهم للقرآن تطبيقا وامتثالا، يقول تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم” كما هو منطوق حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم قالت ” كان خلقه القرآن” رواه احمد، وإننا إذ نذود عن القرآن الكريم الآن.

لنرجو أن يكون القرآن خير من يدافع عنا يوم لا نجد نصيرا ولا مدافعا، فإذا داوم المسلمون على تلاوته، وتدبر معانيه، وعملوا به، وتعلموه وعلموه أبناءهم، كان له أعظم النفع، فبه صلاح المجتمع، حيث تنتشر الرحمة والعدل، وتنصلح القلوب، وتكثر الخيرات، وتندفع الشرور والمهلكات، فيجب علينا أن نعيد الحسابات من جديد، وعلى من يريد أن يتزوج عليه أن يختار المرأة الصالحة، فيقول الله تعالى ” فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله” وذلك عند تكوين أساس الأسرة بين الزوج والزوجة، ثم إذا قدر الله حصول ذرية فإن الأبوين مكلفان بتربية هذه الذرية من صغرها وتعاهدها بالصلاح والاستقامة، ولقد تفضل الله تعالى بالنعمه العظيمه على الإنسان بأن منحه عقلا يميز به بين الخير والشر، نعمة كبرى تلك التي منّ الله تعالى بها على الإنسان، فوهبه عقلا يعرف به الحق من الباطل.

ويعرف بها الهدى من الضلال، ويدرك بها مصالح الدنيا والآخرة، ويعرف كيف يتوقى الأشرار والأضرار، ويجني الفوائد والخيرات والمصالح، إنها نعمة عظمى ميز الله بها الإنسان، فبها يصلح دينه، وبها تصلح دنياه، وبها يستقيم في شأنه الخاص وفي شأنه العام، فبقدر كمال العقل ونضوجه، وصلاحه وسلامته، وكماله وجماله يتحقق للإنسان الفوز في الدنيا والآخرة، نعم إنها نعمة عظمى أن جعلنا الله تعالى على هذا النحو من الخلق، فأخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا، ووهب لنا آلات ندرك بها شيئا فشيئا مصالحنا، حتى تكتمل تلك الآلات، وما تثمره من المعارف والمنافع، فتكمل للإنسان النعمة بتمام العقل الذي يدرك به صلاح دينه ودنياه، وصلاح معاشه وأخراه، فالبيت مدرسة لهم والأبوان معلمان ومتحملان لأمانة فالرجل راع على أهل بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.