بقلم / عاشور كرم
التغيرات المناخية والاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري هو
ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون والميثان وبعض الغازات الأخرى في الجو وتحدث هذه الظاهرة عند حبس أو احتباس حرارة الشمس في الغلاف الجوي للأرض بعد دخولها إليه ممّا يرفع درجة حرارة الأرض ويجعلها أكثر دفئاً ويتم ذلك من خلال امتصاص غازات الغلاف الجوي كثاني أكسيد الكربون لطاقة الشمس وحبسها بالقرب من الأرض مما يساهم في إرتفاع حرارة الأرض وقد
ولوحظت الزيادة في متوسط درجة حرارة الهواء منذ منتصف القرن العشرين مع استمرارها المتصاعد حيث زادت درجة حرارة سطح الكرة الأرضية بمقدار ٠.٧٤ ± ٠.١٨ °م (١.٣٣ ± ٠.٣٢ فهرنهايت) خلال القرن الماضي وقد انتهت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية إلى أن غازات الدفيئة الناتجة عن الممارسات البشرية هي المسؤولة عن معظم إرتفاع درجة الحرارة الملاحظة منذ منتصف القرن العشرين في حين أن الظواهر الطبيعية مثل الضياء الشمسي والبراكين لها تأثير احترار صغير منذ عصور قبل الصناعة حتى عام ١٩٥٠ م وتأثير تبريد صغير بعد ذلك
فالمتوسط العالمي لدرجة الحرارة السطحية ازداد نحو ٠.٦ درجة سيليزية خلال القرن العشرين ويتوقع بأنه سيزداد بمقدار ١.٤ إلى ٥.٨ درجة سيليزية من عام ١٩٩٠ م حتى ٢٠١٠ م
وقد أيدت هذه الاستنتاجات الأساسية أكثر من ٤٠ في الجمعيات العلمية وأكاديميات العلوم بما في ذلك جميع الأكاديميات الوطنية للعلوم في الدول الصناعية الكبرى والجديد بالذكر ان الاحتباس الحراري العالمي يقدّم وصفا للزيادة في درجات الحرارة العالميّة فقط بالرغم من وجود دراسات تبين أن أثر الاحتباس الحراري يتعدى مجرد الارتفاع في درجات الحرارة إذ إنّ له أثرا رئيسيا في حصول التغيرات المناخيّة في جميع أنحاء العالم وفي أنماط الطقس العالمية ممّا يؤثر على عناصر الطقس كمعدلات هطول الأمطار
الظواهر المتوقعة نتيجة الاحتباس الحراري
حدوث كوارث زراعية وفقدان بعض المحاصيل
واحتمالات متزايدة بوقوع أحداث متطرفة في الطقس وزيادة حرائق الغابات وازدياد الفيضانات لأن أجزاء كبيرة من الجليد ستنصهر وتؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وغرق الجزر المنخفضة والمدن الساحلية وحدوث موجات جفاف وتصحر مساحات كبيرة من الأرض وزيادة عدد وشدة العواصف والأعاصير وانتشار الأمراض المعدية في العالم وانقراض العديد من الكائنات الحية والتقلبات الكثيرة في الجو
بعض حلول الاحتباس الحراري
يوجد العديد من الحلول التي يُمكن تنفيذها من أجل الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ومنها
تقليل انبعاثات غازات الدفيئة
ويمكن عن طريق تشجيع العديد من المجموعات البيئية والعمل الفردي ضد ظاهرة الاحترار العالمي كما تشجع الإجراءات المجتمعية والإقليمية للحد منها كما اقترح البعض تحديد حصة ثابتة من الإنتاج العالمي للوقود الأحفوري فهوأكبر مصدر مباشر لانبعاثات ثاني أكسيد
الإجراءات التجارية
وهذا بشأن تغير المناخ ويتضمن ذلك جهود تحسين كفاءة استغلال الطاقة وبعض المحاولات لاستخدام أنواع بديلة من الوقود
هندسة المناخ
استخدام هندسة المناخ ويتضمن التطوير المتوازن للبيئة الطبيعية على نطاق واسع لتلائم الاحتياجات البشريةومعالجة الغازات الدفيئة كأحد تطبيقات هندسة المناخ وبحث إزالة هذه الغازات من الغلاف الجوي عن طريق عزل ثاني أكسيد الكربون
التأقلم
تأثيرات الاحترار العالمي واسعة النطاق وبالتالي هناك اقتراحات عديدة لإجراءات التأقلم مع الاحتباس الحراري العالمي في جميع المجالات وهذا يبدأ بمجموعة من الحلول البسيطة كاستخدام مكيف هواء حتى الحلول الكبيرة كهجرة المناطق المهددة بارتفاع مستوى سطح البحر في قطاع الزراعة يشمل التأقلم اختيار المحاصيل الملائمة للأحوال المناخية الجديدة فعلى سبيل المثال يزرع الفلاحون في أوريسا في الهند أرزا من فصيلة تشامبيسوار التي تتحمل الفيضانات وفي أفريقيا تم اكتشاف أنه مع زيادة معدل هطول الأمطار أو انخفاضه يتحول المزارعون بين المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه وبين المحاصيل التي تتحمل الجفاف
وأخيرا اختتم حديثي بأنه
أدى الإتفاق واسع النطاق بين العلماء على أن الزيادة مستمرة في ارتفاع درجات الحرارة عالميا إلى أن تقوم بعض الأمم والهيئات وبعض الأفراد بإنجاز أعمال كرد فعل للاحترار العالمي وتأتي ردود الفعل هذه إما بمحاولة التخفيف من المسببات أو محاولة التأقلم مع تغير البيئة العالمية