البر دين وسيعود لك يوماً في أولادك والعقوق كذلك

بقلم / أحمد فاروق الوليلي

 

يحكى أن في يوم من الأيام كان هناك شاب يعيش مع والدته بعد أن توفي والده من زمن طويل ، وصممت والدته أن تجعله يكمل دراسته وأن تتحمل هي وحدها كافة مصاريفه فكانت تعمل وتصرف عليه وعلى دراسته وتمنعه من العمل حتي يتمكن من الدراسة ، وكان الشاب يفكر دائماً أنه عندما يكبر وينتهي من دراسته سوف يعمل ليل نهار لتسديد جزء من جميل والدته وفضلها عليه ومساعدتها وإراحتها من العمل والجهد الذي تبذله.

⁉️ولكن شاء الله عز وجل وتوفيت الأم رحمها الله قبل أن ينتهي الشاب من إكمال دراسته ، فحزن قلبه لفراقها وبكي عليها كثيراً ونذر لله عز وجل أن يخرج من راتبه بشكل شكلي مبلغ يجعله للفقراء والمحتاجين وفي نيته أن يكون ثواب وأجر هذه الصدقه إلي أمه ، وأقسم على نفسه أنه لن تفوته سجدة واحدة إلا ودعا إلى أمه ويتصدق ويبني المساجد والبرادات و يفعل الخير ويهب ثواب وأجر كل هذا إليها رداً لجزء من جميلها وفعلها معه وهو صغير.

مرت الأيام وتزوج الشاب وأنجب ولداً أسماه محمد وفي يوم من الأيام بينما هو خارج للصلاه رأي مجموعة من الرجال يضعون براد ماء في مسجد حيهم ، فضاق صدره عندما أدرك أنه نسي هذا المسجد قائلاً في نفسه : لقد وضعت في المشرق والمغرب ونسيت أن أضع براداً في مسجد حينا !!

وبينما هو يفكر في ذلك فإذا بإمام المسجد يلحق به ويناديه قائلاً : بارك الله فيك وجزاك خيراً يا أبا محمد على براد الماء ، تعجب الرجل من كلام الشيخ وقال : ولكن هذا البراد ليس مني ، فقال الشيخ : بلي هو منك ، أحضرها اليوم ابنك وقال أنها منك ، فإذا بإبنه الصغير يقبل عليه ويقبل يده قائلاً : إنها مني يا أبي ولكنني نويت أن أهب أجرها لك ، وأدعو الله عز وجل ان يتقبلها سقاك الله من أجرها بسلسبيل الجنة.

دمعت عين الرجل وسأل ابنه : ومن أين أحضرت ثمنها يا بني وأنت لاتزال في الصف الأول الثانوي ولا تعمل وليس لك دخل؟ فقال الابن : منذ خمس سنوات بدأت أجمع وأدخر المال من مصروفي وعيدياتي ومن أى مال تعطيني إياه حتي تمكنت اليوم من شراء هذا البراد لأبرك به كما بررت جدتي رحمها الله على مدار سنوات ورأيتك تفعل ذلك دائماً في كل موضع وحين .

سبحان الله .. صدق من قال قديماً ” البرُّ ديْن” وسيعود لك يوماً في أولادك والعقوق كذلك سيرجع لك يوما ، ربي ارحم أمي وأبي وجميع المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.