بقلم / أحمد فاروق الوليلي
البال…
ما هو البال ؟
هل هو عضو في جسم الانسان ؟
سبحان الله كل يوم نتعلم شيء جديد
كثيراً ما نسمع جملة :
طوّل بالك
دير بالك
خلّي بالك
راحة بالك
الله يصلح بالك
فما هو البال ؟ وهل الكلمة عامية أم فصحى ؟
ما هو البال ؟
سُئل رجل ذات مرة :
لو كانت هناك أمنية واحدة تُلبى لك فوراً الآن ماذا ستتمنى ؟!
فقال : راحة البال .
اليوم وكأنني للمرة الأولى أقرؤها في كتاب الله :
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ سورة محمد.
توقفت ملياً عند هذه الآية ..
كلمة (بال) فصيحة وكنت أظنها عاميّة ،
أصلح الله بالكم، دعاء جميل جداً في الآية لم نكن نفطن له .
البال هو موضع الفكر ، والفكر موضعه العقل والقلب .
فأنت عندما تقول : أصلح الله بالك ، أي أصلح الله خاطرك ، وتفكيرك ، وقلبك ، وعقلك .
فشروط إصلاح البال ثلاثة مذكورة في كتاب الله :
١-الإيمان بالله
٢-عمل الصالحات
٣-العمل بتعاليم ما نُزِّلَ عَلَى نبيا مُحَمَّدٍ صل الله عليه وسلم بشكل فعلي.
إذا رزقك الله نعمة راحة البال، فقد رُزقت نعمةً لا تُقدّر بثمن !
إذا أصلح الله لك بالك، فأبشِر والله : ستنام قرير العين، ستنام ملء جفونك .
لأنك وأنت نائم لم يتعلّق بك حق، ما آذيت إنساناً، ما ظلمت مخلوقاً، ما كنت سبب شقاء أسرة، ما بنيت مجدك على أنقاض الناس، ما بنيت غِناك على إفقارهم، ما بنيت عزَّك على إذلالهم، ما بنيت أمنك على إخافتهم، ما بثثت الرعب في قلوب الناس، ولا ابتززت أموالهم، ولا انتهكت أعراضهم، ولا فرّقت بينهم، ولا أورثت بينهم العداوة والبغضاء ..
أنت إنسان معطاء، أنت إنسان مصدر أمن للناس، أنت إنسان مصدر سلام للناس ..
لذلك يرزقك الله بأعظم نعمة في الدنيا ألا وهي : ( نعمة راحة البال )
وهذه النعمة من نِعم أهل الجنّة الذين قال الله تعالى فيهم : ﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴾
فما قولكم لو أصلح الله بالكم في الدنيا ؟!
أراح الله بالي و بالكم ،وكفّر سيئاتي وسيئاتكم ،وهداني وإياكم الى طريق الصواب .