الإيثار

بقلم / عاشور كرم


يقول المولي عز وجل في كتابه (( {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

الإيثار في الإِسلام


هو تفضيل الغير عن النفس وتقديم مصلحتهِ علَى المصلحة الذاتية وهو أَعلى درجات السخاء وأكمل أنواع الجود ومنزلة عظيمة من منازل العطاء

فالإيثارفي اللغة : مصدر آثر يـؤثر إيثارا بمعنى التقديم والاختيار والاختصاص فآثره إيثارا اختاره وفضله ويقال: آثره على نفسه والشيء بالشيء خصه به

والإيثار اصطلاحا : ( أن يقدِم غيره على نفسه في النفع له والدفع عنه وهو النهاية في الأخوة)

فوائد الإيثار
من الفوائد الجليلة والعظيمة التي يجنيها أصحاب هذه الصفة
دخولهم فيمن أثنى الله عليهم مِن أهل الإيثار وجعلهم مِن المفلحين
فهو طريق إلى محبة الله تبارك وتعالى وتحقيق الكمال الإيماني وأيضا دليل عليه وثمرة مِن ثماره. وهو مِن أعظم الثمار والفوائد : أن التحلي بخلق الإيثار فيه اقتداء بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. فالمؤثر يجني ثمار إيثاره في الدنيا قبل الآخرة وذلك بمحبة الناس له وثناؤهم عليه، كما أنه يجني ثمار إيثاره بعد موته بحسن السيرة وجمال الذكر فيكون بذلك قد أضاف عمرا إلى عمره
ويقود المرء إلى غيره مِن الأخلاق الحسنة والخلال الحميدة كالرحمة وحب الغير والسعي لنفع الناس كما أنه يقوده إلى ترك جملة من الأخلاق السيئة والخلال الذميمة كالبخل وحب النفس والأَثــرة والطمع وغير ذلك فهو جالب للبركة في الطعام والمال والممتلكات
ووجود الإيثار في المجتمع دليل على وجود حس التعاون والتكافل والمودة وفقده مِن المجتمع دليل على خلوه مِن هذه الركائز المهمة في بناء مجتمعات مؤمنة قوية ومتكاتفة وبالإيثار تحصل الكفاية الاقتصادية والمادية في المجتمع فطعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والبيت الكبير الذي تستأثر به أسرة واحدة مع سعته يكفي أكثر من أسرة ليس لها بيوت تؤويها وهكذا

درجات الإيثار الدرجة

الأولى: (أن تؤثر الخلق على نفسك فيما لا يحرم عليك دينا ولا يقطع عليك طريقا ولا يفسد عليك وقتا)
وهي تقدم الغيرعلى نفسك في مصالحهممثل: أن تطعمهم وتجوع وتكسوهم وتعرى وتسقيهم وتظمأ بحيث لا يؤدِّي ذلك إلى ارتكاب إتلاف لا يجوز في الدِين)

الدرجة الثَانية: (إيثار رضى الله تعالى على رضى غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت به المؤن وضعُف عنه الطول والبدن) وهو أن يفعل ما فيه مرضات الله ولو أغضب الخلق
الدرجة الثالثة: (إيثار إيثار الله تعالى: فإن الخوض في الإيثار دعوى في الملك ثمَّ ترْك شهود رؤيتك إيثار الله ثم غيبتك عن الترك)

وأخيراواختتم حديثي بأن

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((جاء رجل إلى النَّبيِّ ﷺ فقال: يا رسول الله، أي الصَّدقة أعظم أجرًا ؟ قال: أن تصدَّق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلتَ: لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.