الإهتمام بصحة البدن وعافيته

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الخميس الموافق 7 نوفمبر 2024

الحمد الله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الدين أما بعد إن نظرة الإسلام للسعادة نظرة شمولية، لا تعتمد على زاوية وإهمال أخرى، كيف لا وهو شريعة رب العالمين، الذي خلق النفس البشرية، وهو أعلم بدقائقها وخباياها وأسرارها، إذ نجد الإسلام يولي عناية للجانب المادي في الحياة، فهو لا يلغيه بالكلية، فيحث الناس على التكسب للمعاش، وعلى إتخاذ المسكن والمركب، والإهتمام بصحة البدن وعافيته، وأن يأخذ الإنسان بنصيبه المقدر له في الدنيا، فقال الله تعالى في شأن قارون ” ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك “

وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص حين عزم على صيام الدهر، وقيام الليل كله “إن لجسدك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه” وقال أيضا “من سعادة ابن آدم الزوجة الصالحة، والمركب المريح، والبيت الواسع” كما يعتبر الإسلام الأمان والعافية والكفاية والطمأنينة في النفس والمال والأهل من عوامل السعادة التي لا ينبغي أن يستهان بها، وقال صلى الله عليه وسلم “من أصبح آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها” فيا أيها المؤمنون الصادقون إن نعمة الأمن من أعظم النعم التي امتن الله بها على عباده.

فقال عز من قائل ” فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف” فلنعمل على حفظ أمن البلد، ولنصل إلى حقوقنا المشروعة بسلوك سبيل الرشد، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع الرفق من شيء إلا شانه، فاعتبروا يا أولي الأبصار” وإنه لا شك أن تحصيل هذه الأمور المادية تجلب السعادة لصاحبها إذا وظفت في مرضاة الله تعالى، وإتخذت سبيلا وطريقا لتحقيق الغاية التي من أجلها خلق الإنسان، ألا وهي العبودية المطلقة لله “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” ففلسفة الإسلام إتجاه ماديات الحياة أن تكون وسيلة تكتسب، لا غاية يصبى إليها، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول في دعائنا.

“اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، اللهم اجعلها في أيدينا، ولا تجعلها في قلوبنا” اللهم إنك أنت القوي فأمدنا بقوتك، وإنك أنت الحليم فأسبغ علينا حلمك وإنك أنت الرحيم فأنزل علينا سكينتك، وإنك أنت الرزاق فامنن علينا بكريم رزقك وإنك أنت العفو فاسترنا بعظيم عفوك، اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان، وأمدهم بمدد من عندك وجند من جندك واحفظ ديارهم وأموالهم وأهليهم ورد عنهم بقوتك وجبروتك، وفقني الله وإياكم لأحسن الأخلاق وأقومها ورزقنا بمنه القيام بعبادته فرائضها وسننها وتوفانا على التوحيد والإيمان وأعاذنا من الشرك والطغيان والعصيان إنه جواد كريم رؤوف رحيم، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا آمين وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.