الإخلاص في طلب العلم الشرعي

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الأربعاء الموافق 2 أكتوبر 2024

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد إنه ينبغي علينا الإخلاص في طلب العلم الشرعي، فقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله نصيحتي لكل إنسان دخل في جامعة يطلب فيها العلم الشرعي وما يسانده من العلوم أن يخلص لله تعالي في طلب العلم بأن ينوى بذلك رفع الجهل عن نفسه وعن غيره من المسلمين بأن ينوي بذلك حفظ شريعة الله وحمايتها من أعدائها وأن يذود عنها بقدر المستطاع بمقاله وقلمه حتى يؤدي ما يجب عليه وقد قال الإمام أحمد رحمه الله العلم لا يعدله شيء لمن صلُحت نيته، قالوا وكيف ذلك يا أبا عبدالله؟ قال ينوي بذلك رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.

وقال رحمه الله، تذاكر بعض ليلة أحب إلي من إحيائها وهذا يدل على فضيلة طلب العلم، ولكن بشرط الإخلاص، وكما أن طلب العلم على العالم المعروف بسلامة العقيدة والمنهج والمقصد، فقال الشيخ رحمه الله إختر العالم المعروف بسلامة العقيدة وهذه واحدة، والمعروف بسلامه مقصده يعني أنه لا يقصد الرياء والفخر والعلو على الناس، وسلامة المنهج لأن بعض العلماء عقيدته سليمة وبعض العلماء إرادته سليمة أيضا ولا يريد العلو ولا الإستكبار لكن منهجه رديء فيتكلم في عيوب غيره ولا يتكلم في عيوب نفسه، والذي يريد أن يطلب العلم اختر من يعرف بسلامة العقيدة وحسن القصد وسلامة المنهج فهذا لا بد منه وإذا اخترت مثل هذا العالم فإنه يرجى لك النجاح، وإنه من المهم إستخدام الوسائل التعليمية المختلفة في كل المواد والإكثار من التطبيقات في مواد معينة.

وإجراء التجارب العلمية المتنوعة مع التلاميذ من طرف الأستاذ في مواد علمية تجريبية كالتكنولوجيا ودراسة الوسط والفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية وغيرها في حدود الإمكانيات المادية والمعنوية والبشرية المـتاحة في المؤسسة ومع التنبيه إلى أن هذه الوسائل وهذه التطبيقات وهذه التجارب هي التي تساعد على تبسيط المعلومات للتلاميذ وتزيد من تشويقهم للمادة ولأستاذ المادة بإذن الله تعالي، وعلى الأستاذ أن يحاول إشراك كل أو معظم التلاميذ في تقديمه للدروس وكذا في حل التمارين أو التطبيقات وإن كان ذلك يختلف من مادة إلى أخرى، وعندما يُطرح السؤال على التلميذ يجب أن تعطى له المدة الكافية للتفكير في الإجابة وإلا فلا معنى لتقديم السؤال، ولا تكن مع التلاميذ كما يقول المثل لينا فتعصر ولا يابسا فتكسر وكن وسطا لأن “خير الأمور أوسطها” واعلم أن علاقة الأستاذ بالتلاميذ يجب أن تكون علاقة حب من جهة.

وذلك عن طريق المعاملة الطيبة وعلاقة هيبة من جهة أخرى وذلك عن طريق الحزم والجد والشخصية القوية، فإذا وُجد الحب وحده ركب التلاميذ على ظهر الأستاذ وما بقيت له سلطة عليهم وإذا وُجدت الهيبة وحدها خاف التلاميذ من الأستاذ أولا ثم نفروا منه ومن مادته ثانيا، وأيضا لا يلجا المعلم خاصة في المتوسط وكذا في الثانوي إلى الضرب غير المبرّح إلا عند الضرورة ومن باب” آخر الدواء الكي” ومعروف أن المبالغة في الضرب وما يصاحبها من إساءات كلامية فيها من الضرر ما فيها على نفسية التلميذ حاضرا ومستقبلا، ولقد حذرت الأبحاث من مخاطر ضرب الأطفال وتوبيخهم لأن ذلك يؤثر سلبيا على سلوكهم الاجتماعي ويعرضهم لمشكلات طويلة الأجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.