أهم مبادئ القيادة الإسلامية


بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن أهم مبادئ القيادة الإسلامية هو فى مبدأ الشورى، ولقد وجه القرآن الكريم إلى ضرورة التزام القادة المسلمين بالشورى مع أهل العلم والمعرفة، وكل من له القدرة على تقديم النصح والإرشاد، حيث قال الله تعالى فى سورة الشورى ” والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون” وكذلك مبدئ العدل، والقيادة الإسلامية تحتم على القائد أن يتعامل مع الآخرين بالعدل والإنصاف، دون النظر إلى أجناسهم أو ألوانهم أو أصولهم، حيث قال سبحانه وتعالى فى سورة النساء ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل” وإن من المبادئ هو حرية الفكر، فعلى القائد المسلم أن يوفر لمرؤوسيه وأتباعه المناخ المناسب للنقد البناء، وأن يطالب به شخصيا، وللأعضاء حق التعبير الحر عن آرائهم.

ولقد اعتبر الخليفة عمر بن الخطاب ذلك أمرا أساسيا، والحادثة التي حصلت بينه رضي الله عنه والمرأة المسنة، التي قاطعته وهو يخطب بالمسجد معروفة، حيث أقر عمر بن الخطاب رضى الله عنه بخطئه في الحال، وشكر الله سبحانه وتعالى على أن هناك من قام بتقويم خطئه، وكان التخطيط عمل فكري حيث يعتمد المخطط على خبراته ومهارته في دراسة الوضع الراهن لأى عملية، ومحاولة معرفة الظروف المحيطة بهذه العملية سواء كانت هذه الظروف خارجية، أو داخلية لبلورة الحقائق والمعلومات المتاحة ليتمكن من وضع الخطة التي تتناسب مع الأنشطة المراد تحقيقها، وقد دعا الإسلام إلى الأخذ به، وجعله نظاما لحياة المسلم، لأنه لا غنى عنه، ولقد جاء الحث عليه أمرا صريحا في القرآن، وقال صلى الله عليه وسلم “إن قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة، فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها فله بذلك أجر”

وهنا ندرك المنزلة الرفيعة التي خص بها النبي صلى الله عليه وسلم التخطيط، إذ يفهم من الحديث أن التخطيط للعمل واجب في أشق الظروف، بغض النظر عما إذا كان سيجني فائدة هذا العمل أم لا، فالمسلم الحق هو الذي ينجز العمل الذي استعد له من بدايته إلى نهايته طالما وسعه ذلك أي عمل مهما كان صغيرا ومتواضعا، لا يمكن أن يكتب له النجاح ما لم يكن منظما، وكثير من الطاقات قد تهدر وتضيع في غياب التنظيم، وإن أي عمل مهما بلغت درجة الحماس له لا يصل إلى نهايته، إلا إذا قام على ركيزة من الفكر السليم والتقدير الصحيح، وإعداد الوسائل المناسبة للوصول إلى الغاية وعندها يستطيع العمل أن يصل إلى مداه، ويعتبر التخطيط إحدى النعم والمميزات التي وهبها الله تعالى للبشر، وميّز بها العقل البشري بعض الدول تعتبره علما مبتكرا لم يعرف إلا في عصرنا هذا

وهذا غير صحيح فقد جاء القرآن الكريم منذ قرون مضت داعيا إليه، وضرب لنا أمثلة على ذلك فنجد هذا في التخطيط المحكم الذي أنقذ أمة في سورة نبى الله يوسف عليه السلام وكذلك في سورة الكهف نجد ذي القرنين كيف أنه بدقة تخطيطه حول أمة كانت لا تفقه قولا إلى أمة عاملة تبني سدا، وحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على التفكير العقلي المنطقي المسبق قبل الإقدام على العمل، وقال ابن مسعود رضي الله عنه “وإن ما تكرهون في الجماعة والطاعة خير مما تستحبّون من الفرقة” فنتعاون جميعا على دعوة الناس إلى التوحيد والإيمان، وإلى تحرّي الحلال والبُعد عن الحرام، وإلى اتباع السنة واجتناب البدعة، ونحذر الناس من الشرك وندعوهم إلى محاسن الأخلاق والأعمال، فنتعاون في إقامة فروض الكفايات التي خاطب الله بها أمتنا.

وتحقيق الأهداف العليا، ابتداء من طلب العلم الشرعي النافع، ومرورا بالدعوة إلى الله عز وجل وإدخال الناس في دين الله أفواجا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجمع الزكوات والصدقات وتوزيعها على المستحقين لها، والسعي في مصالح المسلمين وخدمتهم، وانتهاء بذروة سنام الإسلام هو الجهاد في سبيل الله، فعليكم بالجماعة فإنها قوة وبركة، حتى الاجتماع على الطعام وفي مجالس العلم، كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلسوا مجلسا لو بُسط عليهم ثوب لشملهم، فإذا كنتم ثلاثة فأمّروا عليكم أحدكم، وعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، ففي الاجتماع عصمة من الفتن، يجد الإنسان من يذكره بالله، من ينصحه، من يشاوره، من يواسيه ويدافع عنه ويذب عن عِرضه فقال صلى الله عليه وسلم “الشيطان أقرب من الواحد، ومن الاثنين أبعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.