أهم الصفات العربية الأصيلة


بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن ديننا الحنيف كرّم الإنسان أعظم تكريم، بل جعل حتى دين الله القويم ليس من حق مؤمن أن يُكره أحدا على اعتناقه فأظهر له محاسن الدين بالحُجّة والبرهان فإن اقتنع فبها ونعمت، لا أظلمه، ولا أسبّه، ولا أشتمه لأنه لم يؤمن بديني لأن ديني يحترم إنسانية الإنسان وبلغ من إنسانيته صلى الله عليه وسلم إنه كان يقف إذا مرّت به جنازة ليهودي، فيقولون يا رسول الله لِما تقف؟ إنه يهودي فيقول صلوات الله وسلامه عليه “أليس إنسانا؟ فيقف تكريما لبني الإنسان، لأن الله كرّم كل بني الإنسان، وإن اختلفوا معه في الأديان، وذلك الذي جاء به في القرآن على لسان النبي العدنان صلوات الله وسلامه عليه، أما من يؤذي المسلم بيده أو بلسانه.

فقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم للملأ أجمعين مدى جُرمه، ومدى قبحه، لأنه يؤذي إخوانه بلسانه وبيده، فكأن الذي يؤذي المسلمين بلسانه بسبّ أو شتم أو تعريض أو توبيخ أو هجاء، بيده أو بشكاية أو إذاية أو نكاية أو مقالة، هؤلاء جميعا إسلامهم فيه نقص ويحتاجون إلى التوبة النصوح، وإلى السماح ممن تعرضوا لإيذائه، حتى يتوب الله عليهم، ويجعلهم من عباده المسلمين، وقيل ذات يوم دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم بستانا، صاحبه رجل من الانصار فرأي فيه جملا تبدو عليه علامات الجوع والتعب واضحة، وعندما رأي الجمل رسول الله ذرفت عيناه ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح عليه حتى سكن.

سأل رسول الله عن صاحب هذا الجمل فجاء فتي من الانصار وأخبره انه يعود إليه، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم “أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا لي أنك تجيعه وتتعبه” رواه أبو داوود، وأما عن رحمته صلي الله عليه وسلم بالجمادات فقد ورد في كتب السير حادثة عجيبة تدل علي شدة رحمة رسول الله صلي الله عليه وسلم وشفقته علي الجمادات ولين قلبه ورفقه بكل الكائنات، وهذه الحادثة هي حادثة حنين الجذع، حيث أنه لما شق علي رسول الله صلي الله عليه وسلم طول القيام استند الي جذع بجانب المنبر، فكان صلي الله عليه وسلم إذا خطب الناس اتكأ عليه، وبعد ذلك صُنع له منبر فكان يخطب عليه.

وترك هذا الجذع، فحزن الجزع وحنّ للنبي صلي الله عليه وسلم، فسمع الصحابة منه صوتا يشبه صوت البعير، فأسرع اليه النبي صلي الله عليه وسلم واحتضنه حتي سكن، ثم التفت الي اصحابه قائلا “لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة” رواه أحمد، وبما أن العرب في بداياتهم عاشوا في مجتمعات بدوية وصحاري، أي إنهم عاشوا حياة صعبة نسبة إلى غيرهم من المجتمعات، فقد تربت لديهم بعض الصفات المميزة، كالكرم والشهامة، والنخوة والشجاعة، وهذه الصفات ظهرت نظرا لصعوبة العيش بحيث اكتشف الإنسان العربي أن عليه أن يساعد غيره ليحصل على المساعدة ويستمر في البقاء هو وغيره.

وفيما بعد تم توارث هذه الصفات حتى أصبحت عادات متعارفا عليها، ويشتهر بها العرب فمثلا أي زائر غريب لمجتمع عربي يلاحظ أن هذا المجتمع بالحد الأدنى يمتلك صفة النخوة، وهي عبارة عن صفة يكون فيها الفرد قابلا لتقديم المساعدة دون أي مقابل، ويقوم بنصر المظلوم ولو على حساب نفسه، وهي تشبه صفة الإيثار، بينما هي بالمعنى الأشمل لها تحتوي على الإيثار والشهامة في نفس الوقت، وهي صفة جيدة يمتدح كل من يحملها ويتم تعزيزها دائما لدى الفرد، ومن أهم الصفات العربية الأصيلة والأخلاق الإسلامية التي تميز المجتمع، هي النخوة والشهامة، والشهامة هي مصدر شهم، وهذه المادة تدل على الذكاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.