بقلم / عاشور كرم
إن الصبر هو حبس النفس على فعل شيء أمر به الله أو عن فعل شيء نهى عنه الله جل وعلا فجعل الله فيه الأجر العظيم لمن أراد به مرضاة الله والتقرب إليه
وبالصبر تتحقق معية الله للعبد فقال تعالي : (وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ)وهو بذلك يذوق حلاوة الإيمان
أنواع الصبر
ينقسم الصبر إلى ثلاثة أنواع
الصبر على قضاء الله وقدره
الصبر على الطاعة
الصبر في البعد عن المعاصي
الصبر على قضاء الله وقدره الصبر على الابتلاء هو أحد أنواع الصبر حيث يصبر المسلم على ما يصيبه من قضاء الله وقدره مما هو خارج عن إرادته وهذا الصبر هو مدار امتحان الله للعبد في الدنيا وقد وصف الله حال الصابرين على بلائه في الضراء في قوله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
ثمّ وجّه الله تعالى عباده إلى ما يعينهم على الصبر عند وقوع البلاء فقال: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
الصبر علي الطاعة
وأن يكون الباعث والدافع له على أن يتحلى بالصبر هو محبة الله وإرادة وجهه وإبتغاء لمرضاته فالمسلم من واجبه الإيمان بقضاء الله وقدره وكذلك الصبر عليه وعدم الجزع بحيث يصبر على المشقة ويبتعد عن كلّ الأفعال والأقوال التي تقود لغضب الله وسخطه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عِظَمُ الجزاءِ معَ عِظَمِ البلاءِ وإنَّ اللَّهَ إذا أحبَّ قومًا ابتلاَهم فمن رضيَ فلَهُ الرِّضا ومن سخِطَ فلَهُ السُّخط ))
الصبر في البعد عن المعاصي
إن المسام يجاهد هواه والشيطان ويصبر عن ارتكاب المعاصي ويصبر على المشقة التي تأتيه من اجتناب الفساد وأهله قال تعالى : ((وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ )) ومن الأمثلة على الصبر عن المعصية هو لمّا صبر نبي الله يوسف عليه السلام عن ارتكاب فاحشة الزنا مع امرأة العزيز بالرغم من اجتماع المسببات والمغريات فصبر واحتسب فعصمه الله من الوقوع في الذنب ومما يعين المسلم على الصبر عن معصية الله هو استحضار خشية الله والخوف منه والحياء من الله إن هو عصاه ومراعاة نعم الله وصونها وشرف نفس المؤمن وزكاؤها وفضلها وكذلك زرع محبة الله في القلب.
وأخيرا اختتم حديثي بانه
لا تقوم التقوى إلا على ساق الصبر. ولا فرحة لمن لا هم لـــه و لا لذة لـمن لا صـبــر له وَلا نـعيم لمن لا شـقـاء لـــه ولا راحة لـمن لا تـعـب لـه.
وليس دوما يبتلى الإنسان لِيُعَذَّب وإنما قد يبتلى ليُهَذَّب.