بقلم الأستاذ / فرج أحمد فرج
ماهية الجوع
الجوع :هو الإحساس بالحاجة إلى الطعام وهو ينشأ في منطقة الوطاء ( تحت المهاد أو الهيبوثلامس ) وينشأ عن طريق مستقبلات في الكبد. ويبدأ إحساس الجوع بعد آخر وجبة بعشرة ساعات ويعتبر شعورا غير مريح وينتهي إحساس الجوع بتناول الطعام.
تعريف اخر للجوع
الجوع إحساس جسدي غير مريح أو مؤلم بسبب عدم كفاية استهلاك الطاقة الغذائية. يصبح مزمنًا عندما لا يستهلك الشخص كمية كافية من السعرات الحرارية (الطاقة الغذائية) على أساس منتظم ليعيش حياة طبيعية ونشطة وصحية. وعلى مدى عقود، استخدمت منظمة الأغذية والزراعة مؤشر انتشار نقص التغذية لتقدير مدى انتشار الجوع المزمن في العالم، وبالتالي يمكن الإشارة إلى “الجوع” أيضًا باسم نقص التغذية.
يعدّ انتشار سوء التغذية بمثابة مؤشر تقليدي لمنظمة الأغذية والزراعة، يُستخدم لرصد الجوع على الصعيدين العالمي والإقليمي، ويستند إلى البيانات القطرية عن توافر الأغذية واستهلاكها واحتياجات الطاقة، ويقدر مدى كفاية استهلاك الطاقة الغذائية للسكان.
يمثل انتشار سوء التغذية، وانتشار انعدام الأمن الغذائي المتوسّط أو الحادّ بين السكان، استنادًا إلى مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، تقديراً للنسبة المئوية لسكان البلد الذين يواجهون صعوبات في الحصول على ما يكفي من الغذاء الآمن والمغذّي، من أجل النموّ والتطور الطبيعي ونشاط فعال وحياة صحية.
ما هو انعدام الأمن الغذائي؟
يعاني الشخص من انعدام الأمن الغذائي عندما لا يمكنه الحصول بانتظام إلى ما يكفي من الغذاء المأمون والمغذّي من أجل النموّ والتطور الطبيعي والعيش حياة نشطة وصحية. وقد يكون ذلك بسبب عدم توفر الغذاء أو نقص الموارد للحصول على الغذاء. ويمكن أن تتفاوت حدّة الشعور بانعدام الأمن الغذائي. وتقيس المنظمة انعدام الأمن الغذائي باستخدام مقياس تجربة انعدام الأمن الغذائي:
كيف يرتبط الجوع بانعدام الأمن الغذائي؟
يعاني الشخص من انعدام الأمن الغذائي الحادّ، عندما ينفد الطعام ويمضي يوم أوأزيد دون أكل. بمعنى آخر، من شأنه أن يعاني من الجوع
يعدّ انعدام الأمن الغذائي الحادّ أحد أقصى درجات الجوع، لكن حتى انعدام الأمن الغذائي المتوسّط يعد مصدراً من مصادر القلق. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتوسّط، يكون الحصول على الغذاء غير مؤكد. وقد يضطرون إلى التضحية بالاحتياجات الأساسية الأخرى، لا لشيء إلا لكي يتمكنوا من تناول الطعام.
وعندما يأكلون، قد يكون كل ما هو متاح بسهولة أو ما هو أرخص، وقد لا يكون من أكثر المواد المغذية. فزيادة حالات السمنة وغيرها من أشكال سوء التغذية يُعتبر جزئيا نتيجة لهذه الظاهرة. إذ إن الأطعمة المصنعة كثيفة الطاقة والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكريات والملح غالباً ما تكون أرخص وأسهل من الفواكه والخضروات الطازجة. ويعني تناول هذه الأطعمة تلبية الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية، لكنك تفتقد إلى العناصر الغذائية الأساسية للحفاظ على صحة جسمك ووظائفه بشكل جيد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدّي إجهاد العيش بعدم اليقين في الحصول على الطعام، والفترات من دون طعام إلى تغييرات فسيولوجية يمكن أن تسهم في زيادة الوزن والسمنة.
وقد يواجه الأطفال الذين يعانون من الجوع وانعدام الأمن الغذائي وضعف التغذية اليوم، خطرًا أكبر من زيادة الوزن والسمنة، والأمراض المزمنة، مثل مرض السكري في وقت لاحق من العمر. وفي العديد من البلدان، يتعايش سوء التغذية والسمنة ويمكن لكلاهما أن يكون نتيجة لانعدام الأمن الغذائي.
قلّل الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتوسّط من جودة كمية طعامهم وهم غير متأكدين من قدرتهم على الحصول على الغذاء بسبب نقص الأموال أو الموارد الأخرى. ويمكن أن يزيد انعدام الأمن الغذائي المتوسّط من خطر حدوث بعض أشكال سوء التغذية، مثل التقزّم عند الأطفال، والضعف الناتج عن نقص المغذيات الدقيقة، أو السمنة لدى البالغين.
نفد الطعام لدى الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحادّ، وفي أقصى الحالات، يكونوا قد قضوا أيامًا دون أكل. وهذه المجموعة من الناس هم أولئك الذين نسمّيهم “الجياع”.
ويكمّل عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحادّ المستمدّ من المقياس، عدد الجياع الذين تم تحديدهم على أساس انتشار سوء التغذية.
تُنشر التقديرات العالمية والإقليمية والقطرية لمعدل انتشار النقص التغذوي ومعدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد بشكل سنوي في التقرير الرئيسي عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، وكذلك في قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في المنظمة، والمنصة العالمية للأمم المتحدة لبيانات مؤشرات أهداف التنمية المستدامة.
ويكمن الهدف المنشود في إجراء رصد منتظم لانعدام الأمن الغذائي المزمن في جميع البلدان. ويختلف ذلك عن التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية الذي يركّز على انعدام الأمن الغذائي الحاد في عدد محدود من البلدان والأقاليم المتضررة من الأزمات الغذائية، على نحو ما يتم تقييمه استنادًا إلى النُهج التحليلية، مثل التصنيف المتكامل .