أم المؤمنين السيدة صفية


بقلم / هاجر الرفاعي

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وعلي آل بيته الأخيار الطاهرين فسوف نتكلم عن آل بيت النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ومع إحدي زوجاته الطاهرات الشريفات العفيفات : وهي أم المؤمنين السيدة صفية بنت حيي بن أخطب، وهى من بني اسرائيل، وقد كانت في الجاهلية من ذوات الشرف والمكانة في قومها، وهي من نسل نبي الله هارون عليه السلام، وكانت تدين باليهودية، وقد تزوجها سلام بن مشكم القرظي، ثم فارقها، فتزوجها كنانة بن الربيع النضري، فقتل عنها يوم خيبر، فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم، من السبي لنفسه، فأسلمت وحسن إسلامها.

فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت فاضلة عاقلة حليمة، فهي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب وأمها هي السيده برة بنت سموءل، وهى أخت رفاعة بن سموءل من بني قريظة، وكانت صفية رضي الله عنها امرأة شريفة، وعاقلة، وجميلة، وذات حسب ودين، وقد تزوجت مرتين قبل زواجها من النبى صلى الله عليه وسلم، وكان أولهما زواجها من سلام بن مشكم القرظي، ثم تركها، فتزوجت بعده كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري، الذي قتل في غزوة خيبر، وقد رأت السيده صفية وهي متزوجة من اليهودي كنانة في منامها أن قمرا قد أتاها من يثرب فوقع في حجرها، فقصت رؤياها على زوجها.

فلطمها على وجهها لطمة أثرت فيه، وقال لها أتحبين أن تكون تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة، وقد كانت السيِدة صفية رضي الله عنها إحدى العاقلات فى زمانها، ويظهر صفاء عقلها، وقوة فطنتها في تذكرها لما كان من أحداث قبل إسلامها، استلهمت من هذه الأحداث صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مهَّد ذلك لإسلامها، وكان أبوها هو حيي بن أخطب وهو سيد بني النضير قبل الإسلام، وكان من أعلم اليهود بدينهم كما كان من أشد مقاتليهم، وبعد الهجرة، حين وصل النبي صلى الله عليه وسلم، للمدينة، ذهب حيى بن أخطب مع شقيقة أبو ياسر بن أخطب للقاء النبي صلى الله عليه وسلم، وطلبا منه النظر بين كتفيه.

فلما نظرواإلى ظهره رأوا الخاتم أى خاتم النبوة، وهى وحمة تشبه الزيتونة موجودة في أجسام كل الأنبياء يخرج منها ثلاث شعرات وتقع عند الفقرة الأولى من العمود الفقرى، ثم سألوه صلى الله عليه وسلم، متى مات والدك؟ فأجابهم، ثم سألوه من الذي رباك ؟ وأسئلة كثيرة، فأجابهم، ورجع حيى بن أخطب وهو من أحبار اليهود، فسأله أخوه أهو هو؟ ويقصد النبي الموجود في التوراة، فقال له : هو هو، أي هذا هو النبي، فقال : فماذا تنوى؟ قال عداوته ما بقيت، وقرر بنو النضير اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، بإلقاء صخرة عليه من فوق أحد الحصون إلا أنه نجا من تلك المحاولة، فقرر النبي صلى الله عليه وسلم، طردهم من المدينة.

فغزاهم وسميت تلك الغزوة بغزوة بني النضير والتي نتج عنها طرد بنو النضير إلى خيبر، وازداد غضب حيى بن أخطب على النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق إلى قريش فقابل أبا سفيان وقال له : جئتك لنستأصل محمدا، فقال له أبو سفيان : أهذا الذي جاء بك؟ قال : نعم جئتك لأحالفك على حرب محمد، فقال : أبو سفيان، مرحبا وأهلا، كل من أعاننا على حرب محمد وعداوته فهو حبيب لنا، ودخل حيى وأبو سفيان وسادة قريش إلى الكعبة فرفعوا ستارها وألصقوا بطونهم على جدارها ليقسموا على التحالف وألا يخذل بعضهم بعضا حتى يتم القضاء على محمد.

وأتجه حيى بن أخطب بعد ذلك إلى غطفان، وهى ثاني قوة موجودة في الجزيرة بعد قريش، وقد اتفق مع غطفان الأتفاق نفسه، ثم ذهب إلى قبائل أخرى، وهكذا جمع الأحزاب من بعض قبائل العرب، ورضى أن ينضوى تحت قيادة أبى سفيان قائد الجيش الموحد المتجه لحرب المسلمين، وذهب حيي بعد ذلك إلى كعب بن أسد القرظي سيد بنو قريظة، وحرضه على قتال النبى صلى الله عليه وسلم، فتسبب حيي بن اخطب في نقض العهد، الذي أبرم بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين يهود بنى قريظة الذي نص على الدفاع المشترك عن المدينة عند اعتداء اي عدو وذلك في غزوة الخندق ولما حكم الله تعالى في يهود بني قريظة.

بقتل رجالهم وسلب اموالهم وسبى ذراريهم كان حيي في حصونهم يقوى شوكتهم ويشحذ همهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، به فضربت عنقه، وقيل أنه عندما أسرت السيدة صفية بنت حُيي، ولما جُمع السبي جاء دحية بن خليفة الكلبي، فقال : يا نبي الله، أعطني جارية من السبي، فقال له صلى الله عليه وسلم :” اذهب وخذ جاريه ” فأخذ السيده صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، أعطيت دحيه صفية بنت حيي سيِدة قريظة وبني النضير، لا تصلح إلا لك، فقال صلى الله عليه وسلم : ” ادعوا بها ” فجاء بها، فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم، قال لدحيه الكلبى : “خذ جاريه من السبى غيرها “

وكانت رضي الله عنها، عروسا حديثة عهد بالدخول، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم، بلال أن يذهب بها إلى رحلة، فمر بها بلال وسط القتلى، فكره ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال : ” اذهبت الرحمه منك يا بلال ” وعرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإسلام، فأسلمت، فاصطفاها لنفسه، وأعتقها وجعل عتقها صداقها، وبنى بها في الطريق، وأولم عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.