أم المؤمنين السيدة خديجة


بقلم / هاجر الرفاعي

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وعلي آل بيته الأخيار الطاهرين فسوف نتكلم عن آل بيت النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ومع أولي زوجاته الطاهرات الشريفات العفيفات وهي السيدة : خديجة بنت خويلد أم المؤمنين وزوج الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وأم فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وقد لقبها النبي صلى الله عليه وسلم : بالسيدة خديجة الكبرى، والسيده خديجه أمها هى فاطمة بنت زائدة بن الأصم وينتهي نسبها إلى غالب بن فهر، وقد نشأت السيدة خديجة رضي الله عنها في بيت كريم مترف.

فكان والدها زعيم بني أسد بن عبد العزى، وهو شقيق عبد مناف وخليفته، وإليه ينتهي الفضل والكرم والسيادة بين قومه وعشيرته، يطيعونه ويهابونه ويحترمون رأيه، وقد ولدت السيده خديجه فى عام ثمانيه وستين قبل الهجرة في مكة المكرمه أم القرى، وقد تربت في بيت مجد ورياسة، وقد نشأت على الأخلاق الحميده، وكانت تسمي في الجاهلية بالطاهرة، وقد مات والدها يوم حرب الفجّار، ويلتقي نسبها مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بجدّها لؤي بن غالب، وقد عُرفت السيدة خديجة رضى الله عنها، بنسبها الشريف، فكانت أشرف نساء قريش نسبا.

وأكثرهن أموالا، فكان والدها خويلد بن أسد من أشراف ووجهاء قريش، وكان من المشاركين في الوفد الذي أرسلته قريش إلى اليمن، وذلك لتهنئة الملك العربي سيف بن ذي يزن بنصرهم على الأحباش بعد عام الفيل بسنتين، وتوفي قبل حرب الفجار التي وقعت بين قريش وكنانة من جهة، وقيس بن عيلان من جهة أخرى، وقد عرفت السيدة خديجة رضي الله عنها، بأخلاقها الرفيعة، وقد تزوجت السيده خديجه بنت خويلد مرتين قبل زواجها برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من سيدين من سادات قريش وهما، رجل يسمى : عتيق بن عائذ المخزومي، ورجل يسمى أبو هالة بن زرارة التميمي.

وقد كانت السيدة خديجة بنت خويلد تاجرة ذات مال، وكانت تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة، فبلغها أن النبي صلى الله عليه وسلم، يدعى بالصادق الأمين وأنه كريم الخلق، فبعثت إليه وطلبت منه أن يخرج في تجارة لها إلى الشام مع غلام يسمى ميسرة، ووافق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت خديجة بنت خويلد في مكة قبل ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، بخمسة عشر عاما، وقد نشأت وترعرعت في بيت جاه ووجاهة وإيمان وطهارة سلوك، وقد عملت السيده خديجه رضى الله عنها، في التجارة، وكانت تجارتها ذات ربح وفير، وسُمعة حسنة، وجودة عالية، وعُرف عنها استقلالها في أموالها وتجارتها، وحُسن إدراتها للأمور.

واختيارها للرجال العاملين في تجارتهم، إذ اتصفوا بالأمانة، فقد وصلت تجارتها وسُمعتها الحسنة إلى بلاد الشام، والعراق، والفرس، والروم، وعُرف عنها أيضا إحسانها للفقراء والمحتاجين، فكانت بمثابة يد العون لهم، كريمة في عطائها، مُحسنة للناس جميعا، ولم تكن السيدة خديجة رضي الله عنها، تسافر للتجارة بأموالها، بل كانت تتفق على السفر للتجارة مع رجال مقابل مبلغ معين، أو تعقد معهم عقد مُضاربة أو قراض، ويعني عقد اتفاق مع طرف آخر بالخروج للتجارة مقابل نسبة معينة، على أن تملك المال، وتكون الخسارة عليها وحدها دون تأثر الطرف الآخر، وفي ذلك يقول أبو زهرة رحمه الله.

وكانت السيدة خديجة رضي الله عنها، تتحرّى في أولئك العاملين لها الأمانة لأنهم في عملهم ينوبون عنها، لا تلقاهم إلا في ذهابهم ومجيئهم، وفى تجارتها كانت السيده خديجه، دائمة التدقيق والتمحيص فيمن تختاره حتى تضمن سلامة أموالها وعظيم ربحها، فلما بلغها عن النبى صلى الله عليه وسلم، ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه، تذكرت عندما كانت تجلس مع نساء أهل مكة يوم اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.