ذكرى يوم أِورشليم في موقع أنفاق حائط المبكى
تقرير المهندس / نسيم صلاح ذكي
“لقد صرح أبو مازن قبل بضعة أيام على منبر الأمم المتحدة إن الشعب اليهودي لا صلة له بجبل الهيكل وإن أورشليم الشرقية هي جزء من السلطة الفلسطينية. إذن، دعوني ألفت انتباهه إلى حقيقة أننا نعقد اليوم جلسة الحكومة الخاصة إكرامًا لأورشليم في جبل الهيكل حيث بنى الملك شلومو الهيكل الأول للشعب اليهودي. ومجددًا نلفت انتباه أبو مازن إلى أن قلب دولة إسرائيل التاريخية، بمعنى مدينة دافيد، كان موجودًا هنا بالفعل قبل 3000 عام.
إن العلاقة الراسخة التي تربط الشهب اليهودي بأورشليم هي بمثابة علاقة منقطعة النظير بين الأمم. فأورشليم كانت عاصمتنا قبل أن أصبحت لندن عاصمة إنجلترا بحوالي 1100 عام، وقبل أن أصبحت باريس عاصمة فرنسا بحوالي 1800 عام، وقبل أن أصبحت واشنطن عاصمة الولايات المتحدة بحوالي 2800 عام.
على مدار مائة جيل كان اليهود يعبّرون عن حنينهم الخاص إلى أورشليم من خلال ثلاث صلوات يوميًا وتحت كل مظلة زفاف.
قبل 56 عامًا، إبان حرب الأيام الستة، تمكنّا من توحيد أورشليم. لكن لا بد من الإشارة هنا إلى أن الكفاح في سبيل وحدتها لم ينتهِ علمًا بأنني وزملائي قد اضطررنا إلى صد الضغوطات الدولية الصادرة عن الجهات التي التمس إعادة تقسيم أورشليم، وعن بعض رؤساء الوزراء الإسرائيليين الذين كانوا مستعدين للاستسلام لهذه الضغوطات، وبل وكانوا على استعداد للتنازل عن أقدس الأماكن بالنسبة للشعب اليهودي.
أما نحن فقد تصرفنا بشكل مختلف حيث ليس أننا لم نقم بتقسيم أورشليم فحسب وإنما قمنا بتعميرها وبتوسيعها. إنني فخور بهذا الشرف العظيم الذي حظيت به والذي يتمثل ببناء أحياء جديدة في أورشليم أمثال هار حوما، وجفعات هماتوس ومعاليه هزيتيم، التي يسكن فيها حاليًا الآلاف من الإسرائيليين، وقد حققنا ذلك معًا في مواجهة الصغوطات الدولية الهائلة، التي صمدنا أمامها.
إنني أفتخر بحقيقة أن الحكومات التي نترأسها تقود عملية التوسيع والتطوير الهائلة لكافة أنحاء المدينة، غربًا وشرقًا، لصالح جميع سكانها. وأفتخر بتمكننا من الحصول على الاعتراف الأمريكي بأورشليم عاصمةً لإسرائيل، وبنقل السفارة الأمريكية وغيرها من السفارات إلى العاصمة – والمزيد قادم.
وأعدكم بأنه ستكون هناك المزيد من السفارات التي ستنتقل إلى أورشليم ولن يستغرق ذلك وقتًا طويلاً. لكن العمل لم ينتهِ وما زال التحدي أمامنا. إذ ما زال الغربة بتقسيم أورشليم موجودة لدى البعض، الذين يقولون ذلك علنًا. وهناك اللذين يعلنون ولاءهم لأورشليم الموحدة، لكنهم غير مستعدين حقًا لخوض كفاح في سبيلها في اللحظة الحاسمة.
فقط قبل عام واحد، هنا في قلب أورشليم، رأينا مشهدًا مخزيًا. حيث سارعت شابتان يهوديتان إلى إزالة الأعلام الإسرائيلية عن سيارتهما، التي كانت متوقفة عند إشارة ضوئية فكانتا تخشيان من مغبة الاعتداء عليهما من قبل مسيرة فلسطينيين احتجوا أمامهما ومشوا ورفعوا أعلام منظمة التحرير الفلسطينية في قلب أورشليم. وعلى غرار الكثيرين غيرنا لقد أصابنا هذا المشهد بصدمة كبيرة.
وقد وعدنا باستعادة الكرامة الوطنية – فها نحن نفي بوعدنا. لقد قمنا بذلك في الأسبوع الماضي من خلال مسيرة الأعلام التي جابت أنحاء عاصمتنا بكل فخر واعتزاز، ومن خلال عملية “السهم الواقي” التي غيرت المعادلة أمام الجهاد الإسلامي.
ستصادق الحكومة اليوم على رصد ميزانيات لتطوير البلدة القديمة وللنهوض بأورشليم كلها. سنطور البنى التحتية في ساحة حائط المبكى، وسنعزز خدمات المواصلات، وألتمس التركيز بشكل خاص على استكمال طريق الطوق (طريق الطوق الشرقي/ والطريق الأمريكي شمال) مما سيشكل بشرى سارة للغاية، أسوةً ببشريات أخرى كنا قد نزفها، وبشرى عظيمة في أورشليم وليس في أورشليم فحسب، إذ سنقوم بتوسيع الأنشطة التربوية للطلاب، والجنود والطلاب، وسنشجع الزيارات إلى حائط المبكى الرائع الذي نجلس عنده.
على عكس ما صرح به أبو مازن قبل بضعة أيام، كنا حاضرين هنا قبل آلاف السنين وسنبقى هنا على مدار آلاف السنين القادمة.
عيد أسابيع سعيد لأبناء الشعب اليهودي، وعيد سعيد لأورشليم، عاصمة دولة إسرائيل الأبدية والموحدة”.