أصحاب المصطفي


بقلم / محمــــد الدكــــرورى

لقد جاءت كتب السنة تتحدث عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وتذكر مالهم من الفضل والمكانة التي نالوها إيمان بالله، بما قدموا من تضحيات عظيمة في سبيل الله تعالى، وما بذلوه من الأنفس والأموال، فلو رجعنا إلى كتب السنة في أبواب متفرقة، ولو جمعنا الأحاديث التي رويت في هذه الأبواب من صحيح البخاري ، لبلغت قرابة ألف حديث، وهذا كله يدل على مدى العناية العظيمة بما يتعلق بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم رضى الله عنهم أجمعين محل الأسوة والقدوة لمن جاء بعدهم، وهكذا كانت الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين مؤمنين بالله حقا، فإن الإيمان بالله عز وجل هو أسمى المطالب التي يسعى الموفقون من عباد الله تعالى لتحصيله، لإن الإيمان بالله حقا وصدقا هو أساس السعادة في الدنيا والآخرة، وإن لهذا الإيمان المنشود دعامة لابد منها، وهذه الدعامة هي الحب الحقيقي للرحمة المهداه، صلى الله عليه وسلم.

فمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي الوسيلة الموصلة إلى محبة الله عز وجل، ومحبة الله ورسوله هي الدين كله، وعليها مدار الهداية والتقوى والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة ، فقال الله تعالى فى كتابة الكريم ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ” فإن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هى ركن ركين في حقيقة الإيمان، فلن يتم إيمان عبد إلا بمحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ” رواه البخارى ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده” رواه البخارى، وإن حقيقة المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تقتضي المتابعة له صلى الله عليه وسلم.

وموافقته في حب المحبوبات، وبغض المكروهات، ونصرة دينه بالقول والفعل، والتخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم، والإقتداء بما جاء به من شرائع وسنن وتقديم أمره صلى الله عليه وسلم، على كل شيء، إذ أن الحب الحقيقي هو الذي يكون فيه المحب تابعا متأسي به في كل شأن، من شؤون حياته لمحبوبة وهو النبى صلى الله عليه وسلم، وإن المؤمن لا يزكو ولا يصلح قلبه، إلا إذا سكنت محبة النبي صلى الله عليه وسلم، في قلبه، وإن الحديث عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم، حديث دائم لإنه به الإيمان الصادق، والطريق الحق، وهو حديث ذو شجون يحبه المؤمن، ويحن إليه حتى يعلم حقيقة الإيمان الذي استقر في قلبه، وعندما نتحدث عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم، تبرز لنا القمم الشامخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين ضربوا أروع الأمثلة في ذلك الحب العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد قطعوا مراتب المحبة وأقسامها.

حتى وصلوا إلى أعلى مراتبها بالغين الكمال في ذلك، ولقد امتزجت محبة النبي صلى الله عليه وسلم، في أجسامهم وأرواحهم، والمقصود بالقدوة الحسنة هو ما يتم اقتباسه من الاخرين من قول او فعل و يقوم الانسان باكتسابه و نقل عنهم بعض هذه الافعال والاقوال غلى حياته الخاصة، حيث ان لكل انسان شخصية ما يعجب بها ويقتبس منها وينقل عنها الافعال والاقوال ويكررها في حياته وبين اقرانه متشبها بتلك الشخصية التي يتخذها هو في الاصل قدوة حسنة، والقدوة الحسنة هى ما تكون من خلال شخص صالح وملتزم ومشهود له بحسن الاخلاق والتزام الصراط المستقيم في كل شي وهذه هى القدوة الحسنة التي تنفع الانسان إذا اكتسب منها اقوال او افعال وإن مبدأ القدوة الحسنة من المبادئ المهمّة جدا ويجب علينا الأخذ به، وأن نعمل جميعا على تطبيقه في تربية أبنائنا.

ولقد ترك لنا ديننا الحنيف ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إرثا خُلقيا متكاملا كان وما يزال منهجا حياتيا واضحا يحفل بالصور التي فيها مصلحة الفرد والمجتمع معا، وتعني القدوة هنا أن يكون المربي أو الداعي مثالا يحتذى به في أفعاله وتصرفاته، وقد أشاد القرآن الكريم بهذه الوسيلة فقال عز وجل ” قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه” وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا يزال، قدوة للمسلمين جميعا، والقدوة الحسنة التي يحققها الداعي بسيرته الطيبة هي في الحقيقة دعوة عملية للإسلام بكل ما يحمله من مبادئ وقيم تدعو إلى الخير وتحث على الفضيلة، وإن أهمية القدوة الحسنة بالنسبة للفرد فإنها من الأشياء الهامة في حياة كل فرد منا، وذلك لان القدوة الحسنة تعمل على دفع حياة هؤلاء الافراد إلى الامام، كما ان القدوة الحسنة هى من تجعل الفرد يمضي قدما في حياته ويحقق ما يحلم به من اهداف وانجازات.

كما ان القدوة الحسنة هى من ترشد الفرد إلى الطرقة الصحيحة لتحقيق احلامه والوصول إلى أهدافه كما انها تفيده في كيفية اكتساب الاساليب المفيدة التي تجعل من الوصول إلى أهدافه شيئا سهلا وخالي من التعقيد، وعندما يتم التاكد من هذه القدوة الحسنة سيزيد من يتخذونه كقدوة حسنة ويصبح له تأثر كبير في مجموعة من الافراد الذين يكتسبون منه الخبرات والصفات وهنا يصبح مثلا أعلى للكثير من الأفراد و يذيع صيته ويصبح من اهم الشخصيات المؤثرة في حياة الكثيرين، وعلى من يتم اتخاذه قدوة حسنة الحذر والانتباه لكل قول او فعل يصدر عنه لأنه اصبح مؤثرا في الكثير وأن يكون على درجة كبيرة من الانضباط حتى لا يؤثر اي فعل سلبي على حياة هؤلاء الأفراد، ولا يقلل من رصيد محبته وأتباعه في قلوبهم، فإن الهداية نعمة من الله تعالى يرزقها من شاء من عباده ولها أسباب من أخذ بها رزقه الله الهداية ووفقه إليها ومن أسباب الهداية، هو التوحيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.