أسباب عدم تطور الفكر العربي !!

بقلم / د . جمال الحمدان

خلق الله الانسان سوياً موزوناً قال تعالى

( الذي خلقك فسواك فعدلك ) خلق الانسان حراً يمتلك فكراً وخيالاً واسعاً وفضله الله على جميع مخلوقاته بما فيهم الملائكة عندما أمر الملائكة بالسجود لبني آدم فسجدوا إلا ابليس أبى واستكبر وتحدى ابليس ربنا باغواء بني آدم إلا الصالحين منهم ، علماً ان الإنسان يستطيع بفكره التغلب على ابليس من خلال فطرة الانسان التي اودعها الله فيه وعقله الذي يعمل بالمنطق ولايقبل الاوهام ، ويحاول الطفل منذ نعومة اظفاره الاعتماد على نفسه لكن تدخل الاهل بمنعه خوفاً عليه سواء بالاكل واللبس وعم اهتمامهم بطرحه للأسئلة وقتل فضوله وخياله الذي هو اساس الابداع فالتعنيف والاسلوب الجارح للطفل يؤدي الى فقدانه الثقة بنفسه ، بعدها يذهب الطفل الى المدرسة ليعاني من سلبيات المعلم في اسلوبه التلقيني والحفظ وليس التفهيم بحيث لا يدع الطالب يعبر باسلوبه عن الفكرة بدلاً من الحفظ ، كذلك عندما يُخطىء الطالب بالاجابة على اسئلة المدرس يواجه التوبيخ والكلام الجارج فيتسبب بنفور وكره الطالب للمادة والمدرس مما يجعل الطالب يخشى سؤال المعلم مرة أخرى خوفاً من ردة فعل المعلم العنيفة ثم ينتقل الانسان للعمل ليواجه تسلط المدير عليه فلا يتعلم ليكون قائداً بل يصبح تابعاً ينفذ فقط تعليمات المدير دون ابداء الرأي والنقاش وهذا ما جعل مجتمعنا العربي متاخراً عن باقي الدول المتقدمة التي قدرت الكوادر البشرية واعطتها اهمية كبرى فهي الأساس التبي تبنى عليها مستقبل الامة ونجد السبب هو التمسك بعادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان فهي عبارة عن موروث قديم في التربية تتناقله الاجيال دون تطوير فبعضها سلبي والاخر ايجابي فلنتمسك بالايجابي ونتخلى عن السلبي قال تعالى ( وماؤتيتم من العلم الا قليلا ) يحثنا الله على التجديد والتغير وذلك بناء على المتغيرات والمستجدات الطبيعية من اجل اكتشاف سنن الله التي اودعها بالكون إلا أننا تأخذنا العزة بالاثم والتمسك بعادات سلبية أدت إلى ماوصلنا إليه من حال مؤلم مقارنة بما وصلت إليه الأمم المتقدمة التي اهتمت بالكوادر البشرية فهي الثروة الحقيقة للتقدم
أخيراً تغيير أفكارنا مطلوب وضروري جداً اتجاه أبناءنا بالاحتواء والنزول الى مستوى ادراكهم ، فالتربية بالاقناع وليس بالإجبار فكل انسان مختلف عن الآخر في الفكر حتى لو كانوا اخوة له وهذه حكمة الله في عباده من أجل التطور ، ولوأاراد الله لجعلنا متشابيهين في الفكر ولم يحدث هذا التطور ، لا بد من التحكم بنفعالاتنا حتى لا يستغلها ابليس في السيطرة على سلوك الانسان بالاتجاه السلبي وأن لا نتسبب بالعقد والازمات النفسية لأبنائنا التي ينعكس أثرها بعدم قدرتهم على مواجهة ظروف الحياة ، نريده أن يبقى كما خلقه الله سوياً موزوناً وعدم السماح لابليس باستغلال ضعف شخصيته ويشيطن أفكاره فينحرف الانسان عن المسار الذي يتمناه ابليس لعنة الله عليه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.