بقلم / د. جمال الحمدان
عندما نتذكر أيام الطفولة والمراهقة والشقاوة نقول لأنفسنا ياليتها تعود فهي أجمل ايام العمر ..البراءة ونظافة القلب وحب للحياة ويستمتع بكل شيء بسيط خياله واسع وعقله لا يفكر الا بنفسه وسعادته يجدها بمحبته لمن يحبونه وعندما يكبر الانسان تبدأ المسؤليات والتفكير والخوف من الماضي المؤلم والقلق من المستقبل فيتعب ويشقى ويضحي من أجل الآخرين وينسى نفسه قال تعالى ( ان الله لايكلف نفساً الا وسعها ) وقيل( ولنفسك عليك حق) نتجاهل كلام الله فتبدأ النفس بالتعب وتصاب بالاحباط والاكتئاب بسبب الضغوط النفسية التي حبس نفسه فيها والتفكير الزائد بدون فائدة لأنه لم يوازن الأمور فأعطي الشيء أكبر من حجمه ويقارن نفسه بالغير ويأخذ تقديره من البشر رغم أن ربي كرمه وقدره قال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم ) مما أدى إلى مرض القلوب بالأمور السلبية التي نشأ عنها الحقد والحسد والنميمة والطمع والكره .
الهدف من المقال أن تسعدوا مع ابنائكم في مراحلهم العمرية وأن لا تسببوا لهم عقد نفسية منذ نعومة أظفارهم فهي أحلى واجمل ايام عمرهم وأن تتعلموا من فطرتهم لذة ومتعة الحياة فانزلوا إلى مستوى ادراكهم بالاحتواء والمودة وكونوا لهم مستشارين وليس منفرين بحجة التربية .. اعطوهم من وقتكم الكثير والعبوا معهم واستشيروهم لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وعلموهم أن يكونوا سعداء وليس أغنياء علموهم أن يحبوا الخير لانفسهم ولغيرهم حتى تلازمهم السعادة عند الكبر ..فأصل السعادة تجدها عند الانسان منذ نعومة اظفارهم بالفطرة لتكن درس لنا ..
