كتبت : نسمه تشطة
في تصريح صحفي “لـ” نبيل أبوالياسين” الباحث في القضايا العربية والدولية ، ورئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، صادر عنه اليوم «الأثنين» للصحف والمواقع الإخبارية، قالاً: إنه من قمة الإستبداد عندما
تتعرض الصحفية الأمريكية “كاتي هالبر” للطرد من عملها بموقع الإخباري الشهير “ذا هيل”، والذي تمتلكه شركة بث كبرى، بعد منع عرض محتوى إعلامي يتحدث عن الفصل العنصري “الإسرائيلي”، ويدافع عن النائبة رشيدة طليب، من الأصول الفلسطينية، والتي
صُرف ملايين الدولارات من خلال حملة إسرائيلية لإزاحتها من سباق الكونغرس الأمريكي.
وأضاف”أبوالياسين”وواجهت النائبة الأميركية من الأصول الفلسطينية”رشيدة طليب” محاولات لإزاحتها خارج الكونغرس عن طريق هزيمتها في الإنتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في الدائرة 12 بولاية ميشيغان، والتي جرت في أغسطس الماضي، حيثُ خاض آنذاك عدة منافسين ديمقراطيين معركة الإنتخابات التمهيدية، وكان أبرزهم “جانيس وينفري” المشرعة المحلية بمدينة ديترويت، والنائبة السابقة عن الولاية “شانيل جاكسون”، “وكيلي غاريت” عمدة قرية لاثروب، ونالت المرشحة”جانيس وينفري” دعم منظمة “أيباك” «AIPAC» أكبر منظمات اللوبي اليهودي في أميركا وأقواها، في محاولة لهزيمة “رشيدة طليب”.
مضيفاً: وتتقدمت “طليب” في إستطلاعات الرأي المحلية في الإنتخابات التي يضمن الفائز بها فوزاً سهلاً على المرشح الجمهوري في إنتخابات نوفمبر القادم، إذ إن الدائرة تاريخياً ديمقراطية، ومضمون الفوز فيها للمرشح الديمقراطي، وكانت منظمة”أيباك” قد كثفت جهودها خلال الأشهر الأخيرة سعياً لهزيمة منتقدي إسرائيل في الكونغرس، وعلى رأسهم النائبة”رشيدة طليب”، وزميلتها من ولاية مينيسوتا النائبة “إلهان عمر”المسلمة، ذات الأصول الصومالية.
حيثُ: عنونة الصحف الغربية ونقلتها عنهم الصحف العربية «”ذا هيل” تطرد صحفية أمريكية بسبب محتوى يدين الإحتلال ويدعم رشيدة طليب»، وكان أبرز الصحف التي نقلت خبر طرد الصحفية الأمريكية، صحيفة “ذا أنترسيب” التي ذكرت، أن مسؤولا تنفيذياً في إحدىّ شركات البث الكبرى، أقدم على منع بث مقطع على موقع “ذا هيل تي في”، يدافع عن عضو الكونغرس رشيدة طليب، ويتهم “إسرائيل” بالفصل العنصري.
وأشارت”الصحيفة” إلى أن “طليب” تعرضت للهجوم من قبل زملائها لقولها: إني أريدكم جميعاً أن تعرفوا أنه من بين التقدميين، يصبح من الواضح أنه لا يمكنك الإدعاء بأنك تحافظ على القيم التقدمية، وتدعم حكومة الفصل العنصري في”إسرائيل”،
وبصفتها عنصراً مشاركاً في برنامج “Hill TV” الصباحي “Rising”، أثارت مقدمة البرامج كاتي هالبر، هذا الأثنين، الجدل، بحسب صحيفة”ذا انترسيب”.
وتطرق محتوى “هالبر” إلى تصريح طليب بأن إسرائيل تتمتع بخصائص دولة الفصل العنصري، من خلال إستكشاف تعريف الفصل العنصري، كما إقتبست من منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة بتسيلم ومقرها “إسرائيل” وهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، والحق الدولية، وغيرها من المنظمات.
ونقلت عن رئيس وزراء الإحتلال الأسبق”إيهود باراك” قوله؛ إن كيان الإحتلال يمكن أن تصبح دولة فصل عنصري، إذا لم تغير مسارها، وهكذا دواليك، كما أشارت “هالبر” إلى قوانين الإحتلال التي تمنع الفلسطينيين من السفر بحرية، أو العيش في الأراضي المحتلة حتى لو كانوا متزوجين من “إسرائيلي”، وكذلك إلى القوانين التي تمنح أو تمنع دخول البلاد على أساس الدين أو العرق على وجه التحديد،
ولاحقاً نشر المحتوى الممنوع من العرض على موقع يوتيوب.
وأشار”أبوالياسين” إلى أن مجموعة “نكستار ميديا” تمتلك منصة “هيل تي في”، إضافة لعشرات القنوات الإخبارية المحلية وقناة”نيوز نيشن” الفضائية، والتي وظفت مؤخرا ًالمذيع السابق لـ CNN “كريس كومو”،
وقالت مسؤولة تنفيذية بالشركة لـ”هالبر”، في رسالة بريد إلكتروني، حسب ما أوفتنا به النائبة الأمريكية “إلهان عمر” أردنا إخبارك بأننا لن نحتاج منك للظهور في Rising غدا صباحاً، ولا تتردد في إرسال أي فواتير غير مدفوعة لعملك على Rising، نتمنى لكم كل التوفيق، وذكرت الصحيفة الأمريكية أن كبير مسؤولي الإتصالات في “ناكستار”، رفض التعليق.
مشيراً: إلى بيانه الصحفي الصادر عنه في ديسمبر من عام 2021، والذي دافع فيه عن النائبة “إلهان عمر” وهاجم الكونغرس الأمريكي، بعد تهديدها بالقتل في ظل صمت غير مبرر آنذاك من الكونغرس، وقال: فيه، إن الهجوم الشرس على النائبة الديمقراطية المسلمة، في الكونغرس الأمريكي”إلهان عمر” وتهديدها بالقتل، يعُد إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وتسلُّط، وظلم، وفرض الإرادة، وهذه عادتهم «يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وهم جذور الإستبداد».
ولفت”أبوالياسين” إلى ما مثلة فوز النائبة المسلمة المحجبة “إلهان عمر” في إنتخابات ولاية مينيسوتا، و”رشيدة طليب” في ولاية ميشيغان في نوفمبر، من عام 2018، ثم فوزهما مرة أخرىّ في إنتخابات 2020 دليلاً على قوة تيار التغيير داخل المعسكر الديمقراطي، وواجها النائبتان المسلمتان تحديات، واسعة منذ وصولهما للكونغرس الأمريكي، سواء ما يتعلق بخلفيتهما الإستثنائية، أو مواقفهما السياسية غير التقليدية بالمعايير الأميركية خاصة مواقفهما الرافضة بقوة للممارسات التعسفية والإنتهاكات الإسرائيلية المستمرة والمتكرره، لحقوق الشعب الفلسطيني.
لافتاً: إلى الإتهامات التي لم تتوقف من اللوبي الإسرائيلي للنائبتين “طليب، وعمر” عند مواقفهما المتعلقة بالحقوق الفلسطينية، بل ذهبت آلة اللوبي القوية لإتهامهما بـ”العداء للسامية”، ولم تنجح هذه الضغوط في إخراجهما المبكر من العملية السياسية، رغم الخُذلان المهين الذي لحق بهما من الدول العربية، والإسلامية في مؤازرتُهما، فضلاعن؛ حملات التشويه، والتي كانت ضمن محاولاتها لإقصاء “طليب” من المشهد السياسي، وجمعت أحد اللجان المالية لـ”بي إيه سي” PAC الداعمة لمرشحين تدعمهم منظمة أيباك ملبغ 12 مليون دولار خصصتهُ لشن هجمات على منتقدي إسرائيل في الكونغرس، أو المدافعين على دولة فلسطين، ومنتقدي الإنتهاكات المتكرره ضد الشعب الفلطسيني.
وأكد”أبوالياسين”أن ما تعرضت له الصحفية الأمريكية “كاتي هالبر” وطردها من “ذا هيل” هو المعنى الحقيقي للعنصرية، والإستبداد، وإنتهاك صارخ للديمقراطية، وحقوق الإنسان، والذي لا يعُد من الآن لهؤلاء التحدث عنهما، لأنه تأكد للجميع أنه حديث مبتكر أبتكروه قديماً”كـ ” مبدأ لهم للتدخل الإنساني المزيف لحماية الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وهذ ما وضعه هؤلاء وغيرهم من الغرب بحنكة خبيثة، وإستغولها لتبرير تدخلاتهم في الدول النامية، وخاصةً العربية والإسلامية، بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان، ومحاربة الإستبداد ونشر الديمقراطية.