كتب / نزار رمضان
في كثير من الزيارات لطبيب الأطفال تلح كثير من الأمهات على الطبيب أن يكتب لها (فيتامين) لينمو الطفل نمواً سليماً، والفرق قرائي الأعزاء بين الفيتامين الطبي، والفيتامين المعنوي؛ أن الفيتامين الطبي تحتاجه فئة معينة من الأطفال، ويمكن الاستغناء عنه بعد فترة يحددها الطبيب، بينما الفيتامين المعنوي يحتاجه جميع الأطفال بلا استثناء، وهذه الفيتامينات المعنوية يحتاجها الطفل يومياً وإن أعطي إياها باستمرار تكونت صورة إيجابية عن نفسه، ويقيناً تقل المشكلات التي يعاني منها الطفل حاضراً ومستقبلاً، بل هذه الفيتامينات تغني أحياناً كثيرة عن فيتامينات الطبيب المعبأة في زجاجة وتصلح في الطفل المرض المادي قبل المرض المعنوي السلوكي. بل إن نقص الفيتامينات المعنوية قد يصيب الطفل بكثير من الأمراض العضوية التي أحياناً يتعجب منها الطبيب ولا يرى سبباً علمياً لحدوثها، وفي التنزيل الحكيم يقول تعالى «وابيضت عيناه من الحزن» سورة يوسف. والحزن شيء نفسي: مشاعر تصورات داخلية ترجمت لمرض عضوي ذهاب البصر الذي سرعان ما عاد عندما – إن صح وقلنا – حصل على الفيتامين المعنوي لما ألقي عليه قميص يوسف وتبدلت مشاعر الحزن بمشاعر الفرح والتفاؤل. فأطفالنا يحتاجون (لقميص يوسف) لما يحمل في ثناياه من فيتامينات مؤثرة ضرورية منشطة.
وأهم هذا الفيتامينات الثمانية الآتية:
الاحترام عندما نعامل الطفل باحترام وإن أخطأ نشعره بقيمة الذات وتقدير النفس.
والتقبّل من أعظم الهبات والعطايا أن تتقبل ولدك كما هو وهذا سيعطيه كثيرا من الراحة والأمان والاطمئنان.
و التحمّل تحملك لما يبدر منه.
والتفاؤل فتربيتك لولدك على التفاؤل وقدرته على تغيير سلوكياته للأحسن نعمة كبيرة لها مدلولاتها الحياتية والسلوكية.
والمدح كثير من الآباء والأمهات يوبخون وينتقدون أضعافا مضاعفة للتحفيز والتشجيع، ولكن… زد من مديحك وسترى النتيجة.
والثقة وهي عبارة عن مولد الطاقة لدى الطفل فتساعده الثقة في سيطرته على نفسه ومشاعره وسلوكياته.
وتقدير مفهوم العائلة وهذا يحتاج منك لجهد ومواقف واجتماعات أسرية تنظمها ليحدث هذا.
الحب غير المشروط لا بد أن يشعر الطفل بأنه محبوب لذاته وليس من أجل سلوك يتبعه أو طقوس يمارسها ابتداءً ولكن حب الوالدين فطرة لها أن تظهر في جميع حالات الطفل وأحواله.