عبير سعيد
كان بحاجة إلى إمرأة لا يعرفها ..
ولن يقابلها من قبل ..
كان محتاجاً لها .. تماما كما إحتياجها له ..
حكى لها وسمعها ..
تبادلا الأحزان ..
في لحظة إعتراف ..
لحظة إنكسار .. ويأس ..
أحبها أو أعتقد إنه أحبها ..
قابلته في المنتصف ..
منتصف كل شئ ..
منتصف العمر ..
منتصف الطريق ..
صدقوني لو قلت ..
إنه دون أن يقصد .. ضمها ..
وإنه كان تماماً ..
بمقياس أحلامها ..
كادت أن تسقط كورقة الخريف ..
لولا إنه .. رواها .. وإحتواها ..
إلى أن غاب .. غاب كثيراً ..
ثم عاد .. لا ليرويها ..
بل ليروي لها ..
يروي عودة عشقه الحقيقي ..
إمرأته التي على أرض الواقع ..
كان يحكي بكل صدق وفرح وسعادة ..
طفل إسترد ضحكته ..
وراح يحادث دميته ..
وكأنه يحادث نفسه أمام المرآة ..
وكأن صديقتنا .. تلك المرآة ..
لم يعرف أن المرآة تشعر وتتألم وتبكي ..
وأن حزنها لم يكن مثلك مجرد حالة .. أو إحتمال ..
حزنها كان جبال ..
إبتعدت عنه .. هربت منه ..
لن تكذب عليه ..
لم تتعود أن تكذب عليه ..
أنت رجعت إليها على هيئة صديق ..
عفواً ..
من رحل عنها كان حبيب ..
أنت الآن بالنسبة لها ..
شخص غريب ..
أرحل ..
لا تطرق بابها مجدداً ..
أتركها تعيش على ما فات ..
أترك لها شيئاً يسمى ..