بقلم / محمـــد الدكـــــروري
قيل إنه عند بعض المغاربة يسمون يوم عاشوراء، بيوم زمزم، وفي هذا اليوم، يقومون برش الماء على بعضهم البعض، وعلى مقتنياتهم تبركا ويحاول التجار بيع كل بضائعهم، ويعقب عاشوراء ليلة الشعالة حيث يجتمعون حول نار وهم يرددون أهازيج، بعضها يحكي قصة مقتل الحسين، دون أن يشير إليه بالاسم، بل يسميه في كل المقاطع باسم عاشور وتتخللها نياحة واهازيج أخرى وتقدم الأسر الزكاة أو عشر أموالها التي دار عليها الحول للفقراء، وعند بعض الجهلة من عامة الناس يرون أن من السنة التوسع في الانفاق على الأهل في يوم عاشوراء ويستدلون بأحاديث مكذوبة، وكما أن الرافضة يرون كراهة صوم يوم عاشوراء كما يفتي به علماؤهم.
وأما عن رأي فقهاء الشيعة الإثني عشر، وهو أن صوم يوم عاشوراء مكروه ويمكن الاكتفاء بالصوم عن الماء تشبها بعطش الحسين، وعائلته في ذلك اليوم المآساوي، ويقول المرعشي ان قتل الحسين وأهل بيته وشيعته على يد الأمويين دفعت بني أمية إلى الاحتفال بيوم العاشر، ومن هنا وضعوا أحاديث مكذوبة زعموا أنها للنبي بأن يصوموا يوم العاشر من المحرم فرحا وسرورا، ولهذا يحرم صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء فرحا وسرورا، وصيامهما كان من سنن بني امية، وقد تحدّث بعض المؤرخين عن العديد من الأحداث التي وقعت في العاشر من محرم، مثل أن الكعبة كانت تكسى قبل الإسلام في يوم عاشوراء ثم صارت تكسى في يوم النحر.
وهو اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي نجى الله فيه نوح عليه السلام وأنزله من السفينة، وفيه أنقذ الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام من نمرود، وفيه رد الله يوسف إلى يعقوب عليهما السلام، وهو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى وبني إسرائيل، وفيه غفر الله لنبيه داود عليه السلام، وفيه وهب سليمان ملكه، وفيه أخرج نبي الله يونس من بطن الحوت، وفيه رفع الله تعالى عن نبيه أيوب البلاء، وهذه الأحداث كلها أنكرها بعض علماء أهل السنة، وأن إظهار الفرح في هذا اليوم هو مذهب النواصب أما إظهار الحزن فيه فهو مذهب الراوفض وكلاهما غلو في هذا اليوم، وفي عاشوراء فى عام واحد وستون للهجرة.
تم قتل الحسين بن علي وأصحابه ورجال أهل بيته في معركة كربلاء، ومنهم من أهله بيته ابنه علي الأكبر، وأخوته العباس وعبد الله وجعفر وعثمان، وأبناء أخيه الحسن القاسم وأبو بكر وعبد الله، وبنو عقيل جعفر بن عقيل وعبد الرحمن بن عقيل وعبد الله ومحمد ابنا مسلم بن عقيل، وأبناء عبد الله بن جعفر الطيار، عون ومحمد، واختلف علماء السنة في رأس الحسين هل سيره ابن زياد من الكوفة إلى يزيد بالشام أم لا، والذي جاء في صحيح البخاري أنه حُمل رأسه إلى عبيد الله بن زياد، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين عليه السلام، فجعل في طست، فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئا، فقال أنس كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوبا بالوسمة”