سنة الصراع بين الحق والباطل


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد روى أبو داود وغيره أن السائب المخزومي كان شريك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، فجاء يوم الفتح فقال “مرحبا بأخي وشريكي، لا يداري ولا يماري” وفي لفظ أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم “كنت شريكي في الجاهلية فكنت خير شريك، لا تداريني ولا تماريني” وفي لفظ “شريكي ونعم الشريك، كنت لا تداري ولا تماري” وكما روى أحمد وأصحاب السنن عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كنت ممن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فسمعته يقول “أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام” وإن من سنن الله عز وجل في خلقه لا بد أن تجري وتتم.

ومن تلك السنن الثابتة التي لا تتبدل هى سنة الصراع بين الحق والباطل، فالباطل لا يحب أن يترك الحق في أمان حتى يكون معه على باطله، ولا يمكن أن يرضى الباطل عن الحق حتى يلحق بسوئه، فمن قبل دعوة الباطل من أهل الحق فإنها الخسارة والخزي، وإن تاريخ الصراع بين الحق والباطل تاريخ طويل قد بدأ في السماء قبل الهبوط إلى الأرض، فقد خلق الله سبحانه وتعالى، آدم عليه السلام، بيده، وأمر الملائكة بالسجود له، وكان من ضمن الحاضرين إبليس فأبى السجود لآدم حسدا وبغيا، فصدر الحكم الإلهي بالطرد من رحمة الله تعالى، للشيطان، فابتدأت المعركة والصراع، فأمر الله تعالى آدم عليه السلام، بالعيش في الجنة وأن لا يأكل من شجرة معينة.

وبدافع العداوة وسوس الشيطان لآدم أن يأكل من تلك الشجرة فأكل منها ناسيا نهي ربه فعاتبه ربه فاستغفر وأناب فغفر له، فجاء بعد ذلك الأمر بالهبوط إلى الأرض لتبدأ المعركة الطويلة بين الحق والباطل، وإن الحق وأهله يحبون أن يعيش الناس في أمان وسلام مبنيين على الاستسلام لشرع الله ودينه، لكن أهل الباطل لا يريدون لهم ذلك ولهذا شبوا نار العداوة والحرب للحق وأهله لعدة أسباب، وكان أولاها هو الحسد، ويذكر أن الأخنس بن شريق قال لأبي جهل ” ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال ماذا سمعت، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف في الشرف أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان.

قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه ” ولقد جُمع القرآن الكريم في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وفي عهد خلفيتيه، أبو بكر وعمر، أما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان حفظه متواترا في الصدور، ومكتوبا في السطور، وفي خلافة الصديق كانت آيات وسور القرآن الكريم المكتوبة مفرقة، فتم جمعها في مصحف واحد، وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، تم كتابة القرآن الكريم ونسخه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.