سماحة النفس

بقلم / عاشور كرم


يقول الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز الحكيم يصف به خلق حبيبه صلي الله عليه وسلم : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) وأيضا يقول : (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله ))
فسماحة النفس هي قبول نفسي لما يجري به القضاء والقدر من خير أو شر بالرضى والتسليم وهي من الظواهرالخلقية المحمودة
والناس على اختلاف مستوياتهم في الذكاء واختلاف نماذجهم الخلقية يوجد فيهم من يتمتع بخلق سماحة فهم هينون لينون سمحاء ويوجد آخرون نكدون متشددون يتذمرون من كل شيء لا يوافق هواهم ويريدون الدنيا كلها أن تكون على وفق شهواتهم وأهوائهم الآنية المتجددة أو على وفق ما يرون أنه الأفضل والأصلح والأحسن فلا يستقبلون الأحداث بسماحة نفس ولا يتقبلون ما لا يوافق هواهم من أشياء بسماحة النفس بل يستقبلونها بوجوه عابسة ونكد وبسخط في نفوسهم وسب وشتم وتشاؤم

ولسماحة النفس صور منها

السَّمَاحَة في التعامل مع الآخرين: ويكون ذلك بعدم التشديد وعدم الغلظة في التعامل مع الآخرين حتى ولو كان خادما فعن أنس رضي الله عنه قال:
((خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت؟))
والسماحة في البيع والشراء بأن لا يكون البائع مغاليا في الربح ومكثرا في المساومة بل عليه أن يكون كريم النفس وبالمقابل على المشتري أيضا أن يتساهل وأن لا يدقق في الفروق القليلة وأن يكون كريمًا مع البائع وخاصة إذا كان فقيرا وأيضا السماحة في قضاء الحوائج فإن الذي يقضي حوائج الناس فينفس كربتهم وييسر على معسرهم ييسر الله عنه في الدنيا والآخرة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))
والسماحة في الاقتضاء قال تعالى: ((وإِن كان ذو عسرة فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تصدقوا خيْر لكم إِن كنتم تعْلمون ))
ومن الوسائل التي يمكن عن طريقها اكتساب سماحة النفس أن نتأمل في الترغيبات التي رغب الله بها الذين يتحلون بخلق السماحة والفوائد التي يجنونها في العاجلة والآجلة والسعادة التي يظفرون بها في الحياة الدنيا والآخرة والتأمل في المحاذير التي حذر الله منها النكدين المتشددين العسيرين وما يجلبه لهم خلقهم وظواهره السلوكية من مضار عاجلة وآجلة ومتاعب وآلام كثيرة وخسارة مادية ومعنوية

فوائد سماحة النفس
ينال الإنسان سح النفس أكبر قسط من السعادة وهناءة العيش
وايتقبال المقادير بالرضى والتسليم مهما كانت مكروهة للنفوس ويستطيع أن يظفر بأكبر قسط من محبة الناس له وثقة النَّاس به لأنه ومعاملة الناس والبشر ولين الجانب والتغاضي عن السيئات والنقائص

وأخيرا اختتم حديثي بأن
سماحة النفس يقابلها بخلق نكد النفس وعسرها وتشددها وترجع إلى مجموعة من الظواهر الخلقية الذميمة في السلوك الإنساني الذي يجعل الفرد مذموم ببن الناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.