تجنب تعنيف التلاميذ

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا، ودبر عباده على ما تقتضيه حكمته وكان بهم لطيفا خبيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وكان على كل شيء قديرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة وبشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد اعلموا أنه إذا كان أكثر الناس على قول مثلا وأنت ترى أن خلافه هو الأصح فلا تستعجل لأن كون أكثر الأمة بخلاف ما فهمت هذا يدل على أن وراء فهمك شيئا لهذا كلما قوي الخلاف في مسألة من المسائل أو كان أكثر أهل العلم عليه فلا تعدل عنه إلا بعد التريث الشديد، والإنسان إذا توهم حكما.

دل عليه الكتاب والسنة والجمهور على خلافه فإن الواجب عليه أن يتأني وألا يقدم على الفتوى به أو العمل به لأن مخالفة جمهور العلماء لها قيمتها ووزنها كيف يكون جمهور العلماء على هذا وأنت تفهم شيئا آخر ؟ تأني في الموضوع ولهذا نجد الذين يتسرعون الآن إلى الأقوال الشاذة يكثر منهم الخطأ، وقد أوصي رجل من عامة الناس قال يا بني احرص على نشر العلم حتى في المجالس كمجالس القهوة أو الغذاء أو ما أشبه ذلك ولا تترك مجلسا واحدا إلا وأهديت إلى الجالسين ولو مسألة واحدة، وإن هناك حقيقة يجب أن نعترف بها ونقرها وهو أن أبناؤنا يتعرضون للضغوط النفسية الآتية من البيت ومن الشارع ومن وسائل الإعلام وغيرها وحتى نحسن فهمها ونجيد التعامل معها لابد أن ننتبه إلى جملة أمور منها.

أن يكون ولي الأمر أو المدرس يجب أن لا يكون مصدرا جديدا لتلك الضغوط، ويجب أن نحسن التعامل مع تلاميذنا بهدوء وبعيدا عن الإنفعال والتعجل وكما يجب أن يتحمل الأستاذ ما يعانيه من بيته ومن إدارته ومن المجتمع بشكل عام ويستعين بالله تعالي أولا على ذلك ويذهب إلى العمل وهو هادئ ما إستطاع إلى ذلك سبيلا محاولا تجنب تعنيف التلاميذ تحت تأثير مشاكله الشخصية التي لا دخل للتلميذ فيها وتجنب إضاعة وقت التلاميذ مهما كان قصيرا في حديثه معهم عن مشاكله الشخصية، فإحرصي أيتها الأستاذة على أن تنصحي التلميذات بإرتداء الحجاب على إعتبار أنه واجب شرعي فرضه الله تعالي على كل فتاة بلغت المحيض، وكذلك عليك أن تنصحهن بالإبتعاد عن مخالطة الذكور، وبتجنب التبرج الحرام وبالأسلوب الحسن الذي يرغب ولا ينفر.

وبعيدا عن الإصطدام بولي أمر التلميذة أو بالإدارة التي يفترض فيها أن تكون هي المطبقة الأولى للقانون الوضعي الذي يوجب على التلميذة أن لا تلبس ما يخالف العادات وأن لا تلبس إلا لباسا محتشما، وكما على الأستاذ أن ينصح التلاميذ بأن يراعوا ما يلي في قاعة الإختبار، مثل شهادة التأهيل للإنتقال من مرحلة إلي مرحلة، وقراءة الأسئلة جيدا وفهمها قبل الحل، وتقسيم الوقت المخصص للإجابة عن الأسئلة بشكل عاجل آخذا في الإعتبار الدرجات المخصصة لكل سؤال، والإجابة على الأسئلة أولا على ورقة عادية كنموزج إذا لم يكن التلميذ متأكدا من صحة الإجابات، والبدء بالإجابة على الأسئلة السهلة وترك ما يصعب من الأسئلة إلى فترة لاحقة، ومحاولة الإجابة على كل الأسئلة، وعدم تسليم ورقة الإختبار قبل مراجعتها مراجعة جيدة، وذلك بقراءة الأسئلة والإجابة عليها بشكل مقبول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.