المعبد اليهودي الأول في القدس


بقلم / محمـــد الدكـــروري

من تحليل المصادر التاريخية والأثرية يُفترض أن المعبد اليهودي الأول في القدس يقع موقعه داخل الحرم القدسي الشريف أو بجواره، أما الحاخامات اليهود فيقبل أكثريتهم هذا الافتراض ويعتبرون الحرم القدسي الشريف محظورا على اليهود لقدسيته، إذ لا يمكن في عصرنا أداء طقوس الطهارة المفروضة على اليهود قبل الدخول في مكان الهيكل حسب الشريعة اليهودية، ومع ذلك، يوجد عدد من الحاخامات الذين يسمح لهم بزيارة الحرم القدسي، وكذلك يزوره يهود علمانيون، وفقا للكتاب المقدس العبري، وقد شيد المعبد تحت حكم نبى الله سليمان عليه السلام، ومن شأن ذلك أن تاريخ بنائه يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وخلال مملكة يهوذا، خصص لمعبد الرب.

وإله إسرائيل ويضم تابوت العهد، وتم بناء الهيكل الثاني في نفس الموقع الذي تم توسيعه بشكل كبير في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ودمر في نهاية المطاف من قبل الرومان، بنيت قبة الصخرة على الموقع، وبسبب الحساسيات الدينية المعنية بالموضوع، والحالة المُتقلبة سياسيا في القدس الشرقية، وقلة أعمال المسح الأثري للحرم القدسي، لا يوجد إعادة إعمار للمعبد، وهو الآن على ما هو عليه منذ وقت تدميره من قبل نبوخذ نصر، وحسب ما ذكر في سفر إرميا أن نبوخذ نصر قد جلب صدقيا عنده وأمر بقتل أولاد صدقيا أمام عينيه، وثم أمر بقلع عيني صدقيا، وبعد ذلك لم تذكر مصادر التوراة مصيره وكيفية وفاته، ومع أن مملكة يهوذا كانت قد سقطت.

إلا أن البابليين قرروا تعيين شألتيل ملكا على الذين أبقوهم البابليين في أورشليم خلفا لصدقيا، وبعد أن مكث في السجن عشر سنين، أرسل الله عليهم نبوخذ نصر وجحافل عساكره، فنزل في أراضيهم، وبطش بهم، وقتل منهم جمعا غفيرا، وخرب ديارهم، وسبى الآلاف منهم، ثم أمر بهدم بيت المقدس، وأسر صدقيا الملك، وأصدر أمرا بإلقاء القاذورات والجيف في معابدهم، ولما علم نبوخذ نصر من المترجم له أن أرميا في أحد سجون بني إسرائيل، وكونه من الأنبياء الذين أرسلهم الله إليهم ليرشدهم ويهديهم طريق الحق والصواب، ولكنهم كذبوه وعذبوه ثم حبسوه، فأمر بإطلاق سراحه من السجن، وأحضره لديه وقال له أكنت تحذر قومك ما أصابهم؟ فقال أرميا عليه السلام نعم.

فان الله أرسلني إليهم فكذبوني، قال نبوخذ نصر كذبوك وضربوك وسجنوك؟ قال عليه السلام نعم، قال نبوخذ نصر، بئس القوم قوم كذبوا نبيهم، وكذبوا رسالة ربهم، ثم خيره بين المجيء معه أو البقاء في فلسطين، ففضل أرميا عليه السلام البقاء في بلاده، فتركه بعد أن أحسن إليه، وبعد رحيل نبوخذ نصر عن بيت المقدس اجتمع إلى المترجم له من بقي من ضعفاء بني إسرائيل فقالوا نحن قد أسانا وظلمنا، ونحن نتوب إلى الله مما صنعنا، فادع الله أن يقبل توبتنا، فدعا أرميا عليه السلام ربه، فأوحى الله تعالى اليه انه غير قابل توبتهم، فان كانوا صادقين في أقوالهم فليقيموا معك في بيت المقدس، فأخبر قومه بما أمره الله به، فقالوا لانقم بهذه البلدة المخربة التي غضب الله على أهلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.