بقلم / محمـــد الدكـــروري
وقد قتله أخوان من بني حنيفة أحدهما طرفة والآخر طراف ابنا عبد الله بن دجاجة، وقد دفن في الكوفة قرب مسجدها وكان لثورة المختار دور كبير في نشر التشيّع وتوسيع رقعته، ويعتقد المسلمون السنة أنه الكاذب الذي قصده النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف الذي قال فيه ” إن في ثقيف كذابا ومُبيرا ” إلا أن بعض رواة الحديث من الشيعة ذهبوا إلى أن الكذاب المقصود بالحديث هو الحجاج الثقفي وليس المختار الثقفي، وهكذا فإن المقصود بهذا الحديث مختلف عليه بين طوائف المسلمين، وقد ولد المختار الثقفى عام واحد من الهجرة ويعتبر واحد من فرسان العرب وهو احد الموالين لأهل البيت صلوات الله تعالى عليهم، وقد عرف بالشجاعة والشهامة وهو من جربته الحروب.
وقد قيل أنه كان المختار الثقفى من حفظة القرآن الكريم وكثير العبادة والصلاة رحيما باليتامى يغضب لربه لا يغضب لنفسه، وقد أجار مسلم بن عقيل رضى الله عنه، ونصره ووقف الى جنبه ثم اودع السجن بأمر من عبيد الله بن زياد وبعد قتل الحسين رضى الله عنه، اطلق سراحه، فسعى الى قيام الثورة ضد الحكم الاموي وكان شعاره، يا لثارات الحسين، وكانت الثورة موفقة حيث انتصر المختار واخذ يتتبع من خرج لحرب الحسين فقتل منهم ثمانية عشر الف، وكان يقول ليس من ديننا ان نأكل ونشرب وقتلة الحسين أحياء ويقول والله لو قتلت ثلاثة ارباع قريش فأنها لاتساوي أنملة من انامل الحسين رضى الله عنه، وهكذا كان المختار يلتهب ولاءا لاهل البيت رضى الله عنهم.
ويتفاعل حبا للحسين مع اعماله وسيرته حتى اخذ الثأر للحسين رضى الله عنه، وقد قيل أنه ترحم عليه ثلاثة من الائمة رضى الله عنهم، وهم الامام زين العابدين رضى الله عنه، اذ قال ” الحمد لله الذي أدرك ثأري من أعدائي وجزى الله المختار خيرا” وأيضا الامام الباقر رضى الله عنه، اذ قال لأبن المختار أبو محمد الحكم ” رحم الله أباك ماترك لنا حقا عند احد إلا طلبه ” وأيضا الامام الصادق رضى الله عنه، عندما رأى اسحاق بن المختار في البيت الحرام فقال له ” رحم الله اباك رحم الله اباك رحم الله اباك ” ثلاث مرات.