الدكروري يكتب عن الحرب الممنهجة علي الأسرة المسلمة


بقلم / محمـــد الدكـــروري


إن الأسرة المسلمة مسؤولة أمام الله تعالي عن تنشئة الأبناء على الإسلام، فهل تمارس أسرنا اليوم رسالتها التربوية؟ وهل هي من القوة والمكانة والرسوخ ما يؤهلها لمقاومة العلمنة والتغريب؟ وهل يجلس أفراد الأسرة على موائد القرآن الكريم أم على مشاهد العصيان؟ وهل يتلقى أولادنا في بيوتنا التذكرة النافعة، والعظة الرشيدة، والآداب الرفيعة؟ فإن الأسرة المسلمة اليوم تواجه حملة شرسة لزعزعة أركانها، وإلغاء كيانها، بفك رباط الأسرة، وإفساد أخلاق المرأة، ونبذ قيم الأسرة، والدعوة الى العهر والاختلاط والإباحية، وإذا تحطمت الأسرة، هل يبقى ثم أمة؟ وإن بقيت، فهل ستكون إلا على هامش الحياة؟ ولقد تفككت عري الأسرة في بعض بلاد المسلمين نيتجة السقوط في حمأة التقليد الأعمى للغرب.

والانسياق وراء كل نحلة ترد منه، فكثرت حالات الطلاق، وتدمرت الحياة، وأضاع المجتمع، وعزف كثير من الشباب عن الزواج، تبع ذلك انطلاق محموم وراء الشهوات البهيمية، وإن من الأهداف الرئيسة لأسرتك أيها المسلم إقامة رابطة قوية بين أبناء الأسرة والمسجد، ذلك أن المسجد في حياة المسلم جوهري وأساس، والتردد على المسجد عمل تربوي جليل القدر، عميق الأثر، يغرس في النفوس الفضائل والقيم والآداب، ولقد استطاعت الأسرة المسلمة التي قامت على الإيمان بالله، وتمسكت بأخلاق الإسلام، وتعقلت بالمساجد، استطاعت بنور القرآن أن تخرج للحياة أبطالا شجعانا، وعلماء أفذاذا، وعبادا زهادا، وقادة مخلصين، ورجالا صالحين، ونساء عابدات.

كتبوا صفحة تاريخ مجيدة في حياة المسلمين، وإنه لم تترك الشريعة الإسلامية أمرا يخص الرجال والنساء إلا وبينته، ولم يدع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم شاردة ولا واردة إلا وبين للمسلمين منها حكما وعلما، فلم يدع حكما يهم الأمة إلا وبينه حتى يكون الناس على بصيرة من دينهم، وإن مما اهتم به الإسلام ودعا إلى تكريمه واحترامه ومعرفة قدرة المرأة، لأنها الأم والبنت والأخت والعمة والخالة والجدة والزوجة، فهي التي تعد بإذن الله تعالى الشعوب، وتنجب الرجال الأبطال الذين يتمسكون بدينهم الإسلامي الحنيف ويذودون عن حماه بالغالي والنفيس، فجاء دين الرأفة والرحمة ودين الألفة ودين التعاون دين الإسلام جاء معرفا للبشرية جمعاء مكانة المرأة في الإسلام بعد أن كانت توأد في الجاهلية.

وتدفن حية وتمنع من الميراث إلى غير ذلك من الإجحاف فعرف الناس ما للمرأة من حق في الإسلام، وخط لها خطوطا تسير وفق منهجها القويم حتى لا تزل بها الأقدام، فتنزلق في مزالق الشرك والشيطان والطغيان والعصيان، وأن المرأة عليها أن تراقب الله تعالى في زوجها وفي رعايتها لبيته وولده، وأن تحفظه في غيبته وحضرته، وأن تفعل كل ما يسره ويرضيه فهي راعية ومسؤولة عن رعيتها، ولا تطالبه بما لا يستطيع، وتعينه على بر والديه وأقاربه، وصلة الأرحام والإحسان إليهم، ويجب عليها الحذر من أن تجعله عسلا لأهلها حنظلا لأهله، وألا تكون فرحة وهو حزين، ولا تكون حزينة وهو فرح، بل ينبغي أن تشاركه في فرحه وحزنه، وأن تكون سديدة الرأي.

حكيمة التصرف حتى تكون مستشارا مؤتمنا له، ولا تستعجل له في طلب سبب حزنه وكآبته حتى تغمره بحنانها، وتطعمه إن كان جائعا، وتجهز له محل نومه معطرا مرتبا إن كان مُجهدا، ثم إذا استيقظ داعبته، وكلمته بأدب وسرور في سبب حزنه وكآبته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.