بقلم / محمـــد الدكـــروري
أبو عثمان القرشى المخزومي المكي، كان من المعارضين للإسلام بقوة، ثم أسلم بعد ذلك وأحب الإسلام ودافع عنه حتي الموت إنه القائد عكرمة بن أبي جهل، وأبوه هي سيد قريش عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي، الشريف الرئيس الشهيد، أبو عثمان القرشى المخزومي المكي وكان لما قتل أبوه، تحولت رئاسة بني مخزوم إلى عكرمة، ثم إنه أسلم وحسن إسلامه، فقال ابن أبي مليكة كان عكرمة إذا اجتهد في اليمين قال لا والذي نجاني يوم بدر، ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، هرب منها عكرمة وصفوان بن أمية بن خلف، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم يؤمنهما، وصفح عنهما، فأقبلا إليه، وإن من الأوهام التي حاولت الكثير من المصادر العربية الإسلامية.
غرسها في الأذهان، أن الإسلام قد حرر المرأة من الرق والعبودية وأن العرب قبل الإسلام كانوا لا يقيمون وزنا للمرأة وكانت حججهم ضئيلة باهتة لهذا فقد كان الخطاب الإسلامي لا يكف عن الإستشهاد بوأد الأنثى في ما يسمى بعصر الجاهلية ليؤكد فقهاء اليوم ذلك ثم تأتي العامة لتعلك هذا البهتان كما يعلكون العلك أبو السهم، استنادا لعقلية لا تريد أن تنضج ألا وهي القبول بالمطروح من آراء مشايخ الدين، قبوله على أساس الثقة من دون تعمق أو فحص فالوأد كان محدودا ونادر الوقوع وكان لدى بعض القبائل البدوية فقط، وتبعا ذلك يُعتبر طرحهم هذا تعارضا صارخا للواقع تكشفه أول من تكشفه خديجة بنت خويلد السيدة الثرية ذات الشأن الكبير والمكانة الإجتماعية المرموقة قبل الإسلام وهند بنت عتبة أم الخليفة معاوية ذات الفصاحة.
والثقة بالنفس وغيرهما وغيرهما، وهنا أيضا الحديث عن امرأة كانت لها منزلة سامقة وصار لها أتباع من قبيلتها وقبائل أخرى وأعني سجاح الشاعرة الحالمة، فهذه المرأة إذا كذب العرب المسلمون رسالتها السماوية فلن يستطيعوا تكذيب رسالتها الإنسانية والأخلاقية في تحدي سلطة الرجل وإعادة الإعتبار لمكانة المرأة ومهما كانت المؤاخذات التي تنسب لها وأغلبها كاذبة فما من أحد كان يعيش في مثل ظروفها إلا وأصابته الحيرة في شأن خطورة التحديات التي واجهتها، فقد ظهرت سجاح التميمية على مسرح الأحداث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فظهرت شرقى نجد وسعت إلى غزو اليمامة بجيشها البالغ تعداده أربعين ألفا، قائلة لجيشها سجعا عليكم باليمامة، دفوا دفيف الحمامة، فإنها غزوة صرامة، لا تلحقكم بعدها ملامة.
وحين علم مسيلمة الكذاب بذلك عرض عليها أن تنضم إليه في مواجهة المسلمين، فكانت هذه السيدة التي ولدت عام ستمائة وخمسة وسبعون ميلادى وجيهة رفيعة الشأن في قبيلتها، ولمعت شخصيتها في فترة الردة وكانت على معرفة مسبقة بظهور نبي جديد ودين جديد وعلى معرفة بالأديان التي سبقت الإسلام وذلك بسبب ثقافتها العراقية النصرانية فعشيرتها كانت تسكن العراق منذ القدم، وحين أعلنت نبوتها تبعها جمع من قبيلتها وكان منهم بعض كبار تميم كالزبرقان ين بدر، وعطار بن حاجب، وشبث بن ربعي الرياحي وعمرو بن الأهتم وقد بلغت بها الجرأة أن طلبت من أتباعها السير إلى الحجاز وغزو مكة والإستيلاء على دولة الخلافة.