البيئة وأسباب إنحراف الشباب

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الاثنين الموافق 16 سبتمبر 2023

الحمد لله استوى على عرشه فوق سبع سموات طباق وجعل الأرض مهدا وأجرى فوقها ماء يراق، أحمده سبحانه وأشكره حث على الألفة والوئام والوفاق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد عباده المؤمنين المتقين جنات بها ثمر حلو المذاق، وتوعد من أعرض عن دينه بعذاب في النار لا يطاق، وأشهد أن نبينا وسيدنا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله بغض للأمة أمر الطلاق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد لاشك أن للتربية أثر كبير في صلاح الأولاد فالأولاد يولدون على الفطرة ثم يأتي دور التربية في المحافظة على هذه الفطرة أو حرفها وكل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، والولد على ما عوده والده، والولد في صغره أكثر استقبالا واستفادة من التربية، فالولد الصغير أمانة عند والديه إن عوداه الخير إعتاده، وإن عوداه الشر إعتاده.

وإن من أسباب إنحراف الشباب هو فساد البيئة، حيث يقال إن الإنسان ابن بيئته، فكلما صلحت البيئة صلح الشباب، وكلما فسدت البيئة فسد الشباب، وكذلك القرين السوء، حيث أن القرين السوء قد يقود المرء إلى النار، وقد مثل لنا الرسول صلى الله عليه وسلم القرين السوء بصفة موجزة، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة” رواه البخاري ومسلم، وكما أن من أسباب إنحراف الشباب هو الفراغ، حيث إن الشباب لو عرفوا قيمة الوقت لما ضيعوا جميع أوقاتهم سُدى بين اللهو والفوضى.

حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة، والفراغ” رواه البخاري، وكما أن من أسباب إنحراف الشباب هو الغنى حيث أن بعض الشباب أنعم الله عليهم بالنعم التي لم يشعروا بها حتى يشكروه، فتراهم يقومون بإسراف المال والتبذير فيما لا ينفع، وقد أهلك الله قرية كاملة بسبب كفرِهم نعم الله تعالي، وكما أن من أسباب إنحراف الشباب هو الفساد الكتابي، فلو اطلعت على الرسائل الماجنة، التي فيها الإبتزاز بين الشباب والشابات في هواتفهم أو في حسابهم عبر الإنترنت لعجبت لهم، وكما أن من أسباب إنحراف الشباب هو اليتم، فهذا اليتيم الذي فقد أباه في المرة الأولى، ثم يأتي مرة ثانية فيفقد حريته ومروءته من أجل الهمّ والغم والفقر، فيؤدي بالشاب إلى السرقة، أو بيع المخدرات، أو يصير صعلوكا.

وتؤدي بالشابة إلى بيع شرفها وكرامتها، وقد أوصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالرحمة والشفقة على اليتيم لأنه مر بتلك المرحلة، فقال “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا” وأشار بالسبابة والوسطى، وفرّج بينهما شيئا” رواه البخاري، وكما أن من أسباب إنحراف الشباب هو إعراض المصلحين عنهم مما أدى بالشباب إلى الفساد غفلة بعض الرعاة عنهم، فجاء الفسّاق فاستغلوا تلك الفرص، بتضليلهم من جميع النواحي، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم “من رأى منكم منكرا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.